الثلاثاء، 24 أبريل 2018

لوم نفسي..

اعتدت على لوم نفسي دوماً، ولم القي باللوم ذات مرةٍ على احد.
فكان سبب فراقي الأولى قلّة صبري، والثاني شدّة غيرتي، والثالث جدالاً بدافع أنانيتي، أما الرابع والأخير فقد كان تراجعاً منّي خوفاً من مواجهةِ الفراقِ الخامس دون إمتلاكِ حيلولةٍ حِياله.
فلم استطع التفكير لمرةٍ أنّ الذنب ليس ذنبي، ولم يُخبرني أحد بما كان عليّ أن أُفكّر به.
ولن أخوضَ فراقاً خامساً بعد اليوم..
سأتركُ كل ما يؤدّي إليه من لقاءَات، سأمنعُ الصُدفَة وسأصنع المصِير.

استمرار السعادة لا يعني بقائَها.

اريد ان احكي قصة تتوالى فيها الاحداث السعيدة دونَ فاصِل، ثم اترك العنان للقارئ أن يخمّن التتمّة..
دون تلمِيحٍ سوى ان استمرار السعادة لا يعني بقائَها.
ولا أستزِيدُ حرفاً؛ تلطفاً بنهايتها المحتومة.
أشعُر بهذِه الرغبةِ تتملَكُني، وكأنني حين أفعلها سوفَ أنتقم من حياتِي بتدمِير أُخرى، والقارئ على كل شيءٍ شهيد .

فيعود السلام.

فنى السلام.
وبقي أفراد العائلة الصغيرة.
مشردين.
على كتف مأساة.
بعد تهدّمِ منزلٍ كامل.
في لمحةٍ من الزمان.
بعدما استغرقت كل طُوبةٍ منهُ جُهداً، وقتاً، وكثيراً من الصبر.
عاشوا اليأس حينها.
وتمنّو لو تأتي الليلة الأخيرة لحياتهم.
فيعود السلام إليهم من طريقٍ آخر.
ويغدُونَ موتَى.