السبت، 26 ديسمبر 2015

سلّم العبور #حوار .

 - بكل صمتي اصرخ ، و بكل بكائي ابتسم ..
فأنا شخص انيق الألم !
- بكل صمتي اصرخ ، و بكل بكائي ابتسم ..
بسكوني اصنعُ ضجيجاً ، و بذاتيّ الحزينة ازرعُ ألفَ بستان .
- متشرد كأصابع عازفِ بيانو عند فقده للوتر ، محاولاً المساس بسقف الهروب ، اتلاشى إلى الظلام كغسق ، كالقمر إذا اتسق ، انامُ واقفا كصنم بأثينا .
- اتشرد ، اضيع و اتشتت ، كلحنِ الكمانِ حينَ يبتعدُ عنه و يهرب ، أمدُ يدي نحو الأفق محاولاً الإمساك بطرفه ، و المضي بعيداً خلفه ..
فلا أشعر بأناملي ، ولا ارى سوى الظلام مكانها .
أحاول استرجاع يدي ، أن أعيدها إلى الواقع ..
لكن جسدي يأبى !
أُأعيدها إلى واقعِ الألم ؟ أم أُلقي بذاتي كلها نحو فوهة الظلام ؟
حيثُ لا ..
و لن ابصر .
- لم يعد بإمكاني مواصلة هذا النمط من الحياة ..
الحبُ والموت والذكريات ، وتسعة عشر عاماً من محاولاتي اليائسة للعيش ..
أنا هو أنا ،  لا اتغير !
ولا أتقن سوى التبلد .
- لا نحتاجُ إلى طرقٍ لنعيش ، يكفينا أن نصنع سلماً من الذكريات ، أن نمضي وفي دواخلنا العديد من المشاعر ، لا نحتاج سوى تغطيتها ، بجرائد الاحداث البالية .
هكذا ، ايها العزيز ، لن نحتاج مؤونة السفر ، و لا خرائط الترحال ، لن نحتاج شيئاً ، سوى هذا السلم للعبور .

الجمعة، 18 ديسمبر 2015

لا تبكِي الفِراق..

إن أردت يوماً ان تعتادَ الألم .
جرّب أن تقضِي الأعيادَ وحيداً ..
دونَ زيارةَ قريبٍ أو تهنئةَ صديق .
و ألا تقبّلّ دعوةً لحفلةِ أصحاب !
لا تبقي الحبلَ موصولاً لمعارِفك .
إقطعهُ بمقصِ البرُود ..
و لا تُبقِي مشاعراً في قلبِك تِجاهَ شخصٍ ما !
ودّع الجميعّ ودعهُم يرحلُون .
و لا تبكِي الفراق..
فإن وجدتَ كلامِيّ صعباً أو من أفعالِ الجنون .
فأُترك الفكرة ، لأنها جنونٌ بحدِ ذاتِها !
لأن الحياةَ وسطٌ ، فيها ألمٌ يقابِلُ سعادةَ الأيام .

السبت، 21 نوفمبر 2015

يا فلسطين *

قِيل أن من لم يجرّب الألمَ يسخَر منه
. و قيلَ أنه لن يشعُرَ بهِ ايضاً ..
وما كنا يا فلسطين هذا ولا ذاك ..
ان ألمنا يا أرضنا امتدَ إلى الحرمان ..
قاسيناه كما فعلَ أهاليك عندما حُرموا منك وأنت أبسط وأهمِ حُقوقهم .
تراهم مطرودونَ من مساكِنهم ، مرميّون بعيداً عنك ..
ومشتتينَ ما بينَ إضطهادٍ ، ووجع .
عذراً يا أهالي فلسطِين .
أنا أدركت اليوم حجم ضعفنا ..
وأن الأشياء التي تُأخذ بالقوّة ، لا ترجعُ سوى بالقوة .
ونحن لسنا بالأقوياء ..
الآوان سيمضي..
و سيحلُ عهدُكِ يا فلسطين ، و سيرجُعُ حقكِ يا فلسطين بالقوة والجلاد .
و سننهي آلامك يا أرضنا .

الثلاثاء، 3 نوفمبر 2015

و لأنكَ فعلت ، لن أنسى .

حكيتُ لكَ عن شخصِي ..
شكوتُ لك الكثيرَ عن همِي ..
و حدثتُكَ عن آلامِ صدرِي بعدَ رحِيلهم .
فوعدتنِي ألفَ مرةٍ أن تبقى .
حتى أخلفتَ الوعد !!
ولم تكتفِي بالهُجران و التَرك ..
بل وطعنتَنِي ألفَ مرة ، بقدرِ وعودِكَ الزائِفة !
ولأنكَ فعلت ، لن أنسَى .
وسأُجهّزُ أضعافَ الطعناتِ تلِكَ لأرُدها إليك .
فلستُ تلكَ الضعيفةَ التِي عهِدتَ بعد اليوم *

عنقودُ عِنب #

دُنيا معلقةٌ كعُنقودِ عِنب .
حباتٌ منها قد تصنعُ خلوداً ، في جنةِ الدُنيا .
و حباتٌ ، تُعصرُ و تُحفَظ ..
لتكونَ خمراً !
تنسَى بين عصارتِها ، إن عشِت :
وجودَ الجحِيم *
َ

يقدّس و يخشَى $ .

عتمة ..
ضجيجٌ و صُراخ !
تحتَ أوتارِ العزفِ الصاخب .
يكمُنُ حزنٌ ثائِر ..
يُقدّسُ الهدوءَ ، و يخشى :
أن يتملَكُهُ الفرَاغ !*

رسالةُ إعتذارٍ إلى كُل العالم *

-

رسالةُ إعتذارٍ إلى كُل العالم :
إلى كُل الشعوبِ الفقيرة حينَ لم نُساعدها .
و إلى الطبيعةِ حينَ دمرناها .
إلى النقاءِ حينَ دنسناه ، إلى أمهاتِنا حينَ أتعبناهُن .
و إلى كُل شيءٍ خُلِق في الوُجود ..
أعتذرُ بالنيابةِ عن الجميع !
فهيّ مغرياتُ الحياة تجبرنا لنتصَرَفَ دونَ وعِي ..
و هي نفسُها التي تأخذنا إلى الخطايا ، إلى النسيانِ و الكتمان .
نحن آسفون ، لكلِ شعبٍ نسيناه .
للطبيعةِ و النقاء ، للأُمهاتِ و الأهالي .
للهِ حينَ إلتهينا ، حينَ غفلنا عن عبادتهِ و ذِكره!
اللهُمّ ، لا تجعلنا مِمَن له حقٌ على الغير ، أو لهم حقٌ علينا .

الجمعة، 2 أكتوبر 2015

و غادرَت..

تعاهدتُ مع الشمسِ ، أن نبقى على علاقَةٍ مهما غابّت!
فهيّ ستُشرِق حتماً في اليومِ الجدِيد .
و عاهدتُها بدورِي أن أنتظِرَ في عُشي .
حتى تعودَ ، فنجتمِعُ من جدِيد .
ولمّا غابتِ الشمس ، و ظهرَ القمر ، أُفتتنتُ به!
بقيتُ ألقِيهِ نشيداً ، أغرِدُ له ، متناسياً عهدِيَّ مع الشمس..
فلما قالَ لي القمر ، أنهُ قد آن وقتُ الذهاب .
غادرتُ عشّي ، ألاحقُهُ بإفتتانيّ له.
مخلفاً ورائِي بعضَ تغاريدَ مُهملة ، وعهداً قد نُقِض!!
حتى أشرقتِ الشمسُ على عُشي فارغاً ، يخلو مني.
و غادرَت..

الأربعاء، 23 سبتمبر 2015

ثلاثة عشر سطراً ، و سبعَ مرات *

كتبتُها قصيدةً حينَ سرحتُ فيها .
كتبتُ ثلاثةَ عشرَ سطراً أقصِدُها .
إرتويتُ الإلهامَ من ملامِحها ، و غنيتُ الكلماتِ بيدِي لحناً حينَ كتبتُها .
وليتنِي وفيتُها حقها!
إنتهيت ، وأهديتُها الأورَاق .
مُلئتُ شغفاً لأعرِفَ رأيها .
حتى قدمَت ليّ الأوراقَ متبَسمةً .
رددتُ الإبتسامةَ و همست إليها : لا عجبَ أنِي واقعٌ في حبك .
نعم ، لا عجَب !
فالإبتسامةُ لا بدّ مِنها في كُلِ حُبٍ ، وهيَ حُبي .
أشارت لي بأن أقلبَ الورقةَ فقَلَبتُها ، فوجدتُ جملةً وهبتَ عُمريَ عمراً :
- قرأتُ القصيدةَ سبعَ مراتٍ لجمالها .
قفزتُ دهشةً ، قبَّلتُ الحبيبةَ رأسها ؛ فالمرةُ تكفِيني لأموتَ فرحاً ، فكيفَ بالسبعِ مراتِ؟
أجلستها في حضنِي و قّبلتُها .
و قلتُ مختتماً : لن توفيكِ كلَ قصائِدي الحُب ، يا أجملَ ما عندِي ❤.

الاثنين، 14 سبتمبر 2015

بركةِ دماء .

مهزُوم .!
منطوٍ على نفسِه .
يهزُّ رأسهُ ذاتَ اليمينِ والشمال .
يصرخُ بذعرٍ و يقفزُ في الأرجاء .
تملكهُ الجنونُ فصارَ يبكِي :
- دعونِي ابقى ، لا اريد الذهابَ للجحِيم!
لا تجيبهُ الأصوات ، فقط تنظرُ إليهِ الأعيُن .
كأنها أعينُ العذاب ، ترميهِ في جحيمِ أعماقِها .
تقترب ، فيبكي ، تقترب أكثر ، فلا يُجيدُ الهرُوب .
إلتصقَت بهِ العينان ، فتوقَفَ النحِيب .
وعمّ الصمتُ أرجاءَ المكان .
ثمَ بعدَ حينٍ عندما عادَت الأُم :
فُقِد أثرُه .
ولم تجدِ في الغرفةِ سوى بركةِ دماء! .

الجمعة، 4 سبتمبر 2015

فقدتُ أُمِي #نص .

-ما هو الموتُ يا أُماه ؟
كنتُ صغيراً آنذاك حينَ سألتُكِ ..
فأجبتني بصوتِكِ الحنون الذي لا أنسى :
هو أن يرحلَ الإنسانُ و يبقى!
حيرني الجوابُ عوضاً عن السؤال ، صرتُ أبحثُ عن جوابٍ أكثر وضوحاً .
فلا أجدُ غيرَ جوابك ،ِِ أُمي .
ابحثُ عن تفسيرٍ له فلا يُغني البحثُ عن شيء .
حتى مرتِ الأزمانُ و فهمتُ الموت!
بعد أن رحلتِ جسداً ، وبقيتِ روحاً و ذِكرى .

الثلاثاء، 25 أغسطس 2015

الحزنُ دنيا ، والفرحُ مسكن وحِيد *

ايها الأموات ، الهائمون في الحياةِ أحياءَ ..
الضائعون في الحزن ؛ باحثينَ عن ملجأ الفرح .
جاهلينَ كونهم امواتاً ، رغم خشيتهِم للموت ..
عودو إلى الحياة!
إستيقظو من غفلتكم ، كي تدرِكو ما تحملهُ قلوبكم من ملاجِئ .
افيقُو عقولكم ، و تحلُّو بالإيمانِ المطلق .
ففي كُل قلبٍ ، مشاعرُ فرحٍ تُرهبُ الظروف .
تعصفُ برياحِها الهمَّ بعيداً ، و تبقيكَ في مسكنِ الفرح .
إبحثو عن ذلكَ الملجأ و لو عمّ الضباب .
تحلّو بالزهد ، في أيةِ حياةٍ بائسة .
و لتطمعو في الحصولِ على مساكنَ تقيكُم من شرِ الظلام .
فالحزنُ دنيا ، والفرح مسكن وحيد *

الأربعاء، 12 أغسطس 2015

دونَ أن يقرؤوها .

يُقَطِّعُني الشوق .
اُجبرُِ اناملي على الثبات .
كي لا تتهور ؛ فترسلَ الرسائل ، نحو مكامِنِ شوقي ..
فيكتفي المعنِيونَ بتأملِ الغلاف ، و رمي الرسالةِ حيثُ لا يدرُون .
دونَ أن يقرؤوها !

لأنكِ سماء *

سميتُ سماءً ، ولم افقه إسمِي .
وُضِعَت في كبدِيّ شمساً ، فكانَ النهَار .
و جُعِلَ في جسدِي القمر ، و زُينتُ بالنُجومِ ، فَحلّ المساء .
وبقيتُ أهروِلُ الوقتَ لأغلبهُ فيُعلمنِي إسمي .
حتى بدى لي في الإستسلامِ سلاماً ، فسلمتُ أمرِي ..
و في لحظةِ حزنٍ همست في أذنِي الأرض :
- أنظُري إليّ ، فتُدركِ الحقيقةَ كونكِ السماء ..
تحملينَ في قلبكِ الضياءَ لتُنيرِي السبيلَ لليائسين ، و ليرفعُو رؤوسهُم في الأعالي ، فيرونَ وسعكِ و ضيقةَ دربِي .
فيحلمونَ و يبتسمون .
لأنكِ سماءٌ ، و أملٌ ، و قلبٌ وسِيع *

الثلاثاء، 4 أغسطس 2015

لا تخشَي مكروهاً ، أُمنيتي .

تأبَى أُمنيَتِي العزيزَةَ النهوض.
لا ترضَى الصعود إلى السماء ، خجلاً من الا تتحقق .
في ايامٍ تسقطُ فيها الاماني ، كالشهاب .
أيجبُ أن أُخبرها بما في خاطرِي ، و أقولُ ؟ :
 - يا أمنيتي : طيرِي ، حلقِ إلى أقصى السماء .
حيثُ البقاءُ ..
بينَ مودةِ الرجاء ، و رقةُ المطلَب!
حيثُ اللا عودَة ..
ولا تخشَي مكروهاً ، أُمنيتي ..
فأُمنياتُ الغيرِ حينَ سقطَت ، لم تَملِك الدافِعَ للوصُول .
أما أنتِ ، فيكفيكِ أنِّي أرجوكِ التحقُق!
ولو كانَ وصولِكِ واقعاً : يتطلبُ إنتظاراً إلى الأمدِ البعِيد .

الأربعاء، 10 يونيو 2015

طبقٍ من ورد *

قدّم ليَ النسيانَ في طبقٍ من وَرد .
و أقطع لِي حبلَ تفكيريَ الطوِيل .
فلا وقت سأجعلهُ ضحيةَ إنتظارٍ بلا أمد ، أو أملٍ يُرجى ..
من ترقبِ رجلٍ خذلني برحيلهِ في الأمسِ ، بعدَ أن قالَ أنهُ : لن يترُكني!

كنتُ طيراً *

كنتُ طيراً أجوبُ السماء ، أخترقُ مداها .
كنتُ طيراً أخدشُ زرقتها ، بآثارِ مُروري .
كنتُ أنتمي إليها ، أنتمي إلى السماء .. وليسَ لي عُش!
فليسَ لي إحتياجٌ بأيةِ قيودٍ ، وأنا الحرُ في وسعةِ السماء!
حتى أتيتِ ، فكرهتُ السماءَ وأحببتُ السكَن .
أحببتُ قيودَ حُبكِ ، و رضيتُ أن أصبحَ عبودياً ، تحتَ وطأةِ تلكَ القيود .
فلم أعُد أطير ، أو أُزيِن السماءَ بخطِ طيراني كالسابِق .
إلى أن إهترأَ جناحايَ دونَ أن أُدرك ، بينما أنا في رحمِ ذلكَ العُش!
ومضتِ الأيام ، حتى إجتاحكِ غيرِي .
فلم أُفلِح في العودةِ إليكِ ، وأنتِ ترفضينَ رُجوعي .
دونَ أن تُحرريني من تلكَ العبودية ، و من تلكَ القيود ..
فلم يعد لي بعدكِ إنتماء ، لأيِ شيء!
فلا عُشكِ لأبقَى فيه ، أو سماءَ أسكُنها .
ولم أعد طيراً ، فليسَ لي جناحٌ سليم .

الثلاثاء، 9 يونيو 2015

ثُقبٍ يتسللُ منهُ النور . #نص

صعدتُ مبنى عالٍ في حيٍّ لم يرى النورَ يوماً ، أقصدُ الإهتمام .
و في ظلمةِ الليلِ التي غرقَ بها ، بلا مصابيحَ تُسعفُهُ مِنه .
كنتُ أنظرُ إلى ظلالِ الأجسامِ حينَ صنعتها العتمة ؛ لتجعلَ من نفسها أكثرَ وِحشَةً و إخافة!
أنظرُ ، أُحدِق ؛ لعلي أخشى شيئاً فأتركُ المكان ، أو لعلِّي أستوشحهُ فأُغادر ..
لكنني بقيت ..
ليسَ لشيءٍ سوى أن صديقاً دعانِي إلى هُنا ، ومن السوءِ أن أرحل .
عموماً .. مالأمرُ مع هذا المكان ؟ لما أحضرني إلى هُنا ؟
لستُ أعلم ، لكنني سوفَ أفعل حينَ يأتي .
كانَ قد قالَ لي أن أسبقَهُ إلى الأعلى ، ريثما هو يحضرُ شيئاً من السيارة ..
ذهبتُ إلى حائطٍ ما لأستندَ عليه ، أخرجتُ من جيبي سيجارةً و بدأتُ أُدخِن .
- لقد أتيت .
قالَ يُخاطبني بعدَ أن صعدَ إلى الأعلى ، إفترشَ السجادةَ التي يبدو أنها هي التي تأخرّ من أجلِ إحضارها .
وضعَ ما إشتريناهُ سوياً من مشروبات ثم دعاني للجلوس .
- لا ، من دون السيجارةِ تلك!
قالها و هو يسدُّ أنفه بيدٍ و يبعدني بالأُخرى .
طبعاً ..
كان هكذا دوماً ، يكرهُ عاداتِي القديمة .. رغمَ انهُ لا يعرفُ أصلها .
فقد كانت لي سوابقُ إجرامية ، بسببها هجرني كُلُ أصدقائي ..
إلا هو ؛ قد ظلّ يدعمني إلى أن خرجتُ من السجن .
لذلكَ ليسَ لديَّ صديقٌ إعزُ إليّ منه ، إن كانَ لديّ أصلاً .
- أرمِي السيجارة حالاً وإجلس ، لكي لا تفوتُكَ مُفاجأتي .
أيٌ مفاجأةٍ تلكَ التي يتحدثُ عنها في الظلام ؟ ربما يكونُ قد جُن .
أطفأتها بحذائي ثم جلستُ بجانِبه ، فأطفأ بدورِهِ هوَ الضوءَ الوحيد الذي ينيرُ مكاننا في الأعلى .
فغرِقنا كذلكَ في عتمةِ الأشياءِ من حولنا ..
- إنتظِر قليلاً ، سترى الأضواءَ التي حُرمتَ منها في سجنِكَ ، سأُبهِرُكِ بها!
كانَ يقولها و هو ينظرُ إلى الأعلى مترقِباً ، يتنظِرُ ولوجَ شيءٍ ما في السماء .
رِحتُ أنظرُ بذاتِي إلى السماء أيضاً ، ليسَ فضولاً إنما مجاراةٌ لذاكَ الصديق .
بعدَ بُرهةٍ ظهرَ ما كانَ يقصِد ، فقدْ بانتِ النجومُ في السماء.
- أُنظر لقد ظهَرَت لآن!
لفظها بإنبهار ، و لم أردَ عليه لإعجابي بالمنظر .
هذا ما كانَ يُريدنِي أن أراهُ إذاً ..
لقد عرفتُ الآن ، لا بدّ من وجودِ ثقبٍ في كلِ شيء ..
يتسللُ منهُ النور .
لهذا في الليلِ نجوم ، لهذا بينَ أصدقائي الخائبينَ صديقٌ وفيٌ واحد ..
وهذهِ الفكرة بحد ذاتِها نور .
- أنتَ صديقٌ جيد .
ربتتُ على كتفه ، فأجاب مازحاً :
ومنذُ متى كنتُ غيرَ هذا ؟
ضحكنا معاً ، وأخذنا نتسامرُ بينَ أضواءِ النجوم حتى حلّ الصباح .

الأحد، 7 يونيو 2015

شجرة ، شموخُها شُؤم .

أرفضُ التجولَ في حديقةٍ في فصلِ الخريف .
أخشى الإرتطامَ بشجرةٍ شمُوخُها شؤم .
فلا تستطيعُ الإنحناءَ لورقةٍ سقطت منها ، أو حمايتها من التَهَشم تحتَ وِطأةِ الأقدام!
أخشى الإرتطامَ بِها ، فأُصبحُ شامخاً أكثرَ مما أحتاج .

معركة ، نهايتُها خسارةٌ جمِيلة .

كنتُ لا أرى في الدنيا أملٌ ، ولا في السماءِ نور .
كنتُ أهوى كسرَ نفسِي ، وهجرِ أيةِ علاقات .
كنتُ أرى فيّ شموخاً لا يُهدم بوِحدتِي ، و في الناسِ أُضحياتٌ بسببِ بعضهم .. تُضحكُني !
كنتُ أرى في العلاقاتِ وهماً يخلقُهُ البشرُ في أنفُسِهِم كي لا يحزنُو ، وفي الوِحدةِ الحقيقة .. الملاذُ الأَجمل !
حتى وصلتُ إلى مرحلةٍ رفضتُ فيها محاولاتِ التقربِ مني ، خشيةَ أن أُصابَ بعدوًى ما .
فتسلّحتُ بشتّى الكلماتِ الفتاكةِ التي أملكُها ..
حتى أُردِدْتُ يوماً قتيلة .. ضحيةَ صداقة .
كنتُ حينها قد وقعتُ في فخِ علاقةِ من حيثُ لا أدري ، و بكلِ ما بذلتهُ من جُهدٍ لأردعَ خضوعِي لما سيحدُث .
لم أستطع الخروجَ من أرضِ المعركةِ إلى برِّ الأمانِ كما كنتُ آمل .
نعم ، كانت معركة ، فقد كانت مُجازفةً مصيريَة .. بسببها قد يتغيّر كلُ شيءٍ في حياتي !
آمنتُ بالنتيجةِ قبلَ حدوثها :
فإمّا الفوز ، والبقاءُ كما أنا ، مكسورةٌ نفسي .
و إما الخسَارة ، والتحوُل ، فأُصبِحَ بإعتقاداتِ أُخرى قد تُهلكُني في زمنٍ ما آخر بعِيد .
رغمَ كُلِ الإضطراباتِ التي حلّت في ذاتي .. لم أستسلم .
حتى خرجتُ منهكةً لا أقوى على الصمودِ أكثر ، نحوَ إنشاءِ علاقة .. كما كُنتُ لا أرغَب .
نعم ، فأنَا خسِرت !
صادقتُ حينها من فشلتُ في هزِيمتهِن ، كُنّ ثلاثةَ فتيات .
ومنذُ البدايةِ كانو يأبونَ تركِي ، حتى حينَ أرفُضُهم .
فكانَ مصيرُ قسوتي : اللِين ؛ لقُربهِم مني ، وتعليميّ كيفَ أن أقِي نفسي شرَهَا .
وحدتِي تبددت ، لكن خوفي لم يزل .
أجَل ، كانت الحقيقة التي تكسرني في البِداية هي رغبتِي بهِن ..
لكنَ خوفي من الفراقِ أدّى إلى كونِيَ هكذا ، لا أُريدُ التقدّم .
فلذلك ، قررتُ كسرَ خوفِي كما كسرتُ كل شيءٍ من قبل ، بالتقدم أكثر .
و للأسف .. خابَ ظنِي!
فبعدَ حينٍ ، ورغمَ تقدُمِي .. تراجعنَ الفتيات ؛ لشجارٍ وقعَ بينهُن ..
حتى حلّ الفراقُ كما كنتُ أخشى .
تشتت! ، كلهُنّ بدأنَ يُعاملننِي كحلِيفةِ الأُخرى .. وعدُوتِهِن .
فقررتُ ، بعدَ حينٍ من التفكير .. أن أتخطاهُن .
إلى الأمام ، لأننِي .. خشيتُ التراجُع .

____
شكراً لكُن على منحِي ضوءَ الشمسِ حينَ إحتلنِي الظلام .
و آسفةٌ لعدمِ إستطاعَتِي ردَّهُ لكُن ..

سجينُ الحُب #حوار قصصي .

- أنا سجين الحب ، في أرضِ الحروب .
- إختارتكِ الحياة ، لتموتِي في إِعدام .
- أللطيرِ السجِين ، أن يهربَ من المصير ؟
- وهل لأرضِ الحُروب ، أن يَعلنِ السلام .. وأنتِ هُنا تصنعينَ الأوهام ؟ .
- و ما أصنعُ من أوهَام ، يا مدّعي الكمال ؟
- حُبكِ الواهِي صنعَ الحُروب ، أسمعتِ يوماً بشجرةٍ لا تُجني المحصول ؟ .
- أللسجانِ أن يعفو ؟ أللجيوشِ أن تغفُر ؟
- سأصنعُ من موتكِ بدايةً لأملٍ في الحياة ، و سأجعلها أُسطورةً عُجَب ..
يا ناشرةَ الحُب ، يا صانعةَ الأوهَام .
- لن يذهبَ السلامُ .. حينَ أُعدم ، ولن يموتَ الحُب .. حينَ أموت .
فحينَ تقتلنِي مرَة : سأُولدُ من جدِيد .
وحينَ تعدمني ألفاً : سوفَ يبقى!

الوِحدةَ في كُلِ شيء #نص .

منذُ ساعةٍ واحِدة ، أتيتُ من المنزِل حيثُ كنتُ وَحْدِي .
لأبقى وحيداً من جديد ، في مكانٍ آخر ، بينما يوجدُ شخصٌ وحيدٌ آخرَ بالقُربِ مني .
ألقيتُ نظرةً إلى ساعتِي ، فأشَارَت بعقربِها الصغيرَ الوحِيد .. إلى الساعةَ الواحِدة : ساعةَ الوِحدة!
نظرتُ حولي أتأملُ غُرفةَ الإِنتظار .
كرسيٌ واحدٌ أجلسُ عليه ، تُقابِلهُ طاولةٌ وحِيدة ، و أمامها كرسيٌ آخر وحِيد يشغلُهَا رجلٌ وحِيد مُثلُها .. ومِثليَ كذلِك .
أمعنتُ في الجالسِ أمامي .. كيفَ له ألا يأبهَ بوِحدتِه ؟
كيفَ لهُ ألا يشعُرَ بِها ؟ أم أنهُ ليسَ وحيداً كما أحسُبُه أصلاً ؟ .
كانَ الرجلُ مُنهمكاً في قراءةِ كتابٍ ما بيدِه ، فَبَدَت على ملامح وجهِه آثارُ وحدةٍ بالِغة .. رُبما يكونُ مُتأَثراً مما يقرأهُ الآن ؟
رفعَ عيناهُ إليّ كما لو أنهُ قرأَ ما في زحمةِ بالِي من أفكار ، فأشحتُ بنظرِيَّ عنهُ خشيةَ أن يقرأَ المزيدَ مِنها ، إلى الساعةِ من جدِيد ..
تحركَ العقربُ الآخرَ في الساعةِ ؛ ليُشيرَ إلى مضيِّ دقيقةٍ واحِدَةٍ وحِيدة .. يالهُ من توقيتٍ وحِيد .
كنتُ أرى الوِحدةَ في كُلِ شيءٍ آنذاك ، كتلكَ الساعة الوحيدةَ على الجِدار ، و اللوحةَ الرديئة التي تُقابِلهَا على جدارٍ آخر ..
كحوضِ الزهورِ البالِ ، الخالِي من الزُهور ، و الماء ، بلا فائدةٍ تُستفادُ مِنه!
كالبابِ الوحِيدِ على إحدى الجُدران ، يطّلُ منهُ رجلٌ بينَ الحينةِ والأُخرى متأسفاً ، يطلبُ منّا إنتظارهُ لوقتٍ أطول ..
كمصباحٍ وحيدٍ شبهُ مُعتمْ ، بالكادٍ يمدُ ما يكفِي من الضوءِ لرؤيةِ المكان .
- كم الساعةُ الآن ؟
يسألُ الجالسَ أمامِي ، فأُجيب .
- ساعةٌ واحِدة منذُ مجِيئي ، ودقيقتان .
نظرَ الرجلُ إليّ بإستنكارٍ إزاءَ رديَ الغريب ، فلَم آبه بِه .. ورحتُ أُكمِلُ سرحانِي من جدِيد ..
ما بالُ الدقائِق لم تعُد وحيِدة ؟ أعليّ أن أبقى وحيداً لوحدِي الآن ؟
ثمّ تذكرتُ أن الوقتَ يمضِي ..
- سعود الفُلانِي ، الطبيبُ بإنتظارِك .
نادى رجلٌ آخرَ مختلفاً عمن سبقهُ ، يطلّ من البابِ لوحدِه .. ويفتحُ البابَ لي .
أسِفتُ على تركِي للرجلِ الذي شاركني الغرفةَ وحيداً ، لكننِي وبسرعةٍ بدَدتُ هذا الشُعور ..
جلستُ على كرسيٍ وحيدٍ في غرفةٍ أُخرى ، أماميَ رجلٌ وحيدٌ يرتدِي ملابسَ بيضاء ..
ينظرُ إليّ بإهتمامٍ ثم يسأَل :
مما تشكو اليومَ يا سعُود ؟
- أشكُو وِحدتِي يا دُكتور .

الخميس، 4 يونيو 2015

أيهّا العزِيز ..

أيها العزيز ..
فكرتُ ذاتَ مرةٍ أن أطلُبَكَ أمراً ..
فقد كُنتَ حينَها البدايةَ في حيرتي ؛
و صدمتي ؛ ودهشتي أيضاً !
في كِيفيةِ تحدِيقِكَ في أمري الغرِيب .
لكننِي ترددتُ في طلبكَ ذلكَ الأمرُ ..
خشيةَ ألا يُلبَّى .
لكِن وحينَ فكرتُ مُجدداً .. 
وجدتُ أنك الأولُ الذي رأى العيوبَ في نفسِي .
و أنكَ الوحيد الذي عرفَ بهيئة قناعِيَّ الشفاف .
ولذلكَ الأمرينِ وبرغمِ كُل تلكَ المخاوفِ صارَ لا بُدَ أن أسأل .
لأنني لن أضمنَ مُجدداً أن يُعطِيني القدرُ فرصةً أخرى لتسخيرِك لتحقيقِ مطلبي ..
لذلكَ أيهَا العزيز :
علمنِي بحرصٍ .. كيفَ أُمثلُ ذاتي ؟
أخبِرني كيفَ أجدُ نفسِيَّ الحقيقية ..
وكيفَ أكونُ "أنا" الضائعةُ بينَ فِكري ورغباتِي .
أيها العزِيز ..
أعلمُ قدرَ أنانيةِ مطلبِي ، وصُعوبتِه .
لكنني رأيتُ ..
أن كُلَ تلكَ الأُمور التِي حدقتَها فيَّ ..
ستكونُ ملجئي عندَ الحيرة ، ملاذي عندَ الضياع !
ورأيتُكَ الطريقُ الفاصِل ..
بينَ ذاتِي البعيدة ؛ وبيني .
أيُها العزِيز ..
أعلمُ كم أنَّ الطريقَ صعب .. وكم العوائقُ كثيرة !
لكنَك حينَ ستُرشِدني سأصِلُ أخيراً لمُرادِي .
وسأُحققُ رغبتِي أخيراً بعد أن كلفنِي ذلكَ الوقتَ الطويل .
لذلكَ وبتوسُل : أطلُبُكَ مُجدداً كي تُساعِدني ..
فهلا تفعَل ؟

يا مالكةَ قلبِي :

كالشمسِ بلا سماء .
كالروحِ بلا جسد ، و كالشُهب بلا أكوان .
هكذا هي حالُ أيامِي حينَ يغيبُ عنها ، وجودِك .
وكأنكِ لها خُلقتِ : مُكملة !
وأنَّ القدرُ جعلَ قلبي ، رهينةً بينَ يديكِ .
ما إن تُفلتِيني ، أسقط .. فأتأذى .
وانتِ تعلمينَ أنني أخشى السُقوط ..
أخافُ المسافة القريبة بيني و الأرض .
فبينَ يديكِ الأمان ، وفي الأسفل موتٌ ينتظر .
يبتلعُ القلوبَ بشراهة ، لتقعَ في سجنِ الظلام ، فيهِ تغلب الوِحشة .. وألفُ عامٍ من الوحدةِ لتعيشَ فيهِ القلوب حينَ تسقط .
يا مالكةَ قلبي بكُل مافيهِ من وجعٍ وحُب :
َأترضينَ على قلبي الآذى ، وهو مولعٌ بك ..
يخشى الإبتعادَ عنكِ ، يهوى البقاء ؟
دعيني أقترب لأُجاورَ قلبكِ بكُل مشاعره ، وإرفعيني بعيداً عن ذاكَ الجحيم .
دعيني أقترب ، لأصلَ إلى إستقراري ..
بالقُربِ منكِ ، حيث الامان .

بدايةُ كلِ شيءْ .

كالليلةِ الرابعةِ عشر ، حينَ يكتملُ القمرُ ليُصبِحَ بدراً ..
كالذِكرى حينَ تحلُ محلها : في لوحةٍ على جدارِ الذاكرةِ ، حيثُ لا تُنسى ..
كُحبِي لكِ ، الواضحُ جِداً ..
المُربِكُ حينَ الحدِيث ، المؤلمُ حينَ الفِراق ..
حينَ ملكتنِي أخيراً ، وحينَ طلبتُ عشقكِ ، وحينَ هممتُ باليقينِ أنكِ ملكي .
و كالزهرةِ حينَ تذبُل قد ماتَ عشقِي ..
كَصدمتِي العُظمى ، حينَ سبقتنِي إلى الموت .
العشقُ الأول ، و الحزنُ الأكمل .
و الخيبةُ الكُبرى ..
كنتِ البدايةِ لكلِ شيء !
أرأيتِ إلى أي درجةٍ أحببتُك ؟
و .. أرأيتِ كيفَ غدوتُ بعدك :
وحيداً ، أهلوسُ عن حاجتِي للموت ..
لأكونَ بقربِكَ ، من جديد .
حيثُ الآمانُ في حِضنك ، والسعادةُ في عِناق * .

جنونُ المنطق *

أتعلمينَ ما جنونُ المنطقِ عزيزتي ؟ 
هو أن أغفرُ لكِ ذنباً ماكانَ لأحدٍ أن يغفرَه .
وأن أهدمِ عشقي ؛ لأسبُلَ لكِ طريقاً تعيشيه دونَ تحسفٍ أو ندم .
وأن أضحِّي بوقتِي ؛ كي أواسيكِ فيمَن تركَك ، وأن أُشجِعكِ لتخُوضي الحُبَ الذي كرهتِهِ من جديد ..
هذا هُوَ جنونُ المنطق ، الذي قد صادفَ أنني وُصفتُ به .. لكنهُ فخرِي .
فما وُصفتُ به ، إلا بسببك ، ولأجلكِ لن اكرهَ وصفي .
فمَا ذنبُ عقلِي حينَ يُتهَمُ بالجُنون ، وهوَ واقعٌ في حُبكِ .. حتّى النِخاع .
ومَا ذنبُ قلبي حينَ لم يرغبْ ، في الإبتعاد ..
وقد أَحبّ مُجاورتِك ، رغمَ كونِكِ أبداً : لن تكونِي ملكِي ؛ بسببِ ما حالت إليهِ الظُروف ..
منعنا القدرُ من البقاءِ معاً ، وقد علّمنا أن السُفنَ لن تذهب سوى بما رغِبتْ بها الرِياح .
ولكني سأبقى أُحبِك ، ولنْ تكونِي ملكِي رُغمَ كُلِ هذا .