- بكل صمتي اصرخ ، و بكل بكائي ابتسم ..
فأنا شخص انيق الألم !
- بكل صمتي اصرخ ، و بكل بكائي ابتسم ..
بسكوني اصنعُ ضجيجاً ، و بذاتيّ الحزينة ازرعُ ألفَ بستان .
- متشرد كأصابع عازفِ بيانو عند فقده للوتر ، محاولاً المساس بسقف الهروب ، اتلاشى إلى الظلام كغسق ، كالقمر إذا اتسق ، انامُ واقفا كصنم بأثينا .
- اتشرد ، اضيع و اتشتت ، كلحنِ الكمانِ حينَ يبتعدُ عنه و يهرب ، أمدُ يدي نحو الأفق محاولاً الإمساك بطرفه ، و المضي بعيداً خلفه ..
فلا أشعر بأناملي ، ولا ارى سوى الظلام مكانها .
أحاول استرجاع يدي ، أن أعيدها إلى الواقع ..
لكن جسدي يأبى !
أُأعيدها إلى واقعِ الألم ؟ أم أُلقي بذاتي كلها نحو فوهة الظلام ؟
حيثُ لا ..
و لن ابصر .
- لم يعد بإمكاني مواصلة هذا النمط من الحياة ..
الحبُ والموت والذكريات ، وتسعة عشر عاماً من محاولاتي اليائسة للعيش ..
أنا هو أنا ، لا اتغير !
ولا أتقن سوى التبلد .
- لا نحتاجُ إلى طرقٍ لنعيش ، يكفينا أن نصنع سلماً من الذكريات ، أن نمضي وفي دواخلنا العديد من المشاعر ، لا نحتاج سوى تغطيتها ، بجرائد الاحداث البالية .
هكذا ، ايها العزيز ، لن نحتاج مؤونة السفر ، و لا خرائط الترحال ، لن نحتاج شيئاً ، سوى هذا السلم للعبور .
السبت، 26 ديسمبر 2015
سلّم العبور #حوار .
الجمعة، 18 ديسمبر 2015
لا تبكِي الفِراق..
إن أردت يوماً ان تعتادَ الألم .
جرّب أن تقضِي الأعيادَ وحيداً ..
دونَ زيارةَ قريبٍ أو تهنئةَ صديق .
و ألا تقبّلّ دعوةً لحفلةِ أصحاب !
لا تبقي الحبلَ موصولاً لمعارِفك .
إقطعهُ بمقصِ البرُود ..
و لا تُبقِي مشاعراً في قلبِك تِجاهَ شخصٍ ما !
ودّع الجميعّ ودعهُم يرحلُون .
و لا تبكِي الفراق..
فإن وجدتَ كلامِيّ صعباً أو من أفعالِ الجنون .
فأُترك الفكرة ، لأنها جنونٌ بحدِ ذاتِها !
لأن الحياةَ وسطٌ ، فيها ألمٌ يقابِلُ سعادةَ الأيام .
السبت، 21 نوفمبر 2015
يا فلسطين *
الثلاثاء، 3 نوفمبر 2015
و لأنكَ فعلت ، لن أنسى .
حكيتُ لكَ عن شخصِي ..
شكوتُ لك الكثيرَ عن همِي ..
و حدثتُكَ عن آلامِ صدرِي بعدَ رحِيلهم .
فوعدتنِي ألفَ مرةٍ أن تبقى .
حتى أخلفتَ الوعد !!
ولم تكتفِي بالهُجران و التَرك ..
بل وطعنتَنِي ألفَ مرة ، بقدرِ وعودِكَ الزائِفة !
ولأنكَ فعلت ، لن أنسَى .
وسأُجهّزُ أضعافَ الطعناتِ تلِكَ لأرُدها إليك .
فلستُ تلكَ الضعيفةَ التِي عهِدتَ بعد اليوم *
عنقودُ عِنب #
دُنيا معلقةٌ كعُنقودِ عِنب .
حباتٌ منها قد تصنعُ خلوداً ، في جنةِ الدُنيا .
و حباتٌ ، تُعصرُ و تُحفَظ ..
لتكونَ خمراً !
تنسَى بين عصارتِها ، إن عشِت :
وجودَ الجحِيم *
َ
يقدّس و يخشَى $ .
عتمة ..
ضجيجٌ و صُراخ !
تحتَ أوتارِ العزفِ الصاخب .
يكمُنُ حزنٌ ثائِر ..
يُقدّسُ الهدوءَ ، و يخشى :
أن يتملَكُهُ الفرَاغ !*
رسالةُ إعتذارٍ إلى كُل العالم *
-
رسالةُ إعتذارٍ إلى كُل العالم :
إلى كُل الشعوبِ الفقيرة حينَ لم نُساعدها .
و إلى الطبيعةِ حينَ دمرناها .
إلى النقاءِ حينَ دنسناه ، إلى أمهاتِنا حينَ أتعبناهُن .
و إلى كُل شيءٍ خُلِق في الوُجود ..
أعتذرُ بالنيابةِ عن الجميع !
فهيّ مغرياتُ الحياة تجبرنا لنتصَرَفَ دونَ وعِي ..
و هي نفسُها التي تأخذنا إلى الخطايا ، إلى النسيانِ و الكتمان .
نحن آسفون ، لكلِ شعبٍ نسيناه .
للطبيعةِ و النقاء ، للأُمهاتِ و الأهالي .
للهِ حينَ إلتهينا ، حينَ غفلنا عن عبادتهِ و ذِكره!
اللهُمّ ، لا تجعلنا مِمَن له حقٌ على الغير ، أو لهم حقٌ علينا .
الجمعة، 2 أكتوبر 2015
و غادرَت..
تعاهدتُ مع الشمسِ ، أن نبقى على علاقَةٍ مهما غابّت!
فهيّ ستُشرِق حتماً في اليومِ الجدِيد .
و عاهدتُها بدورِي أن أنتظِرَ في عُشي .
حتى تعودَ ، فنجتمِعُ من جدِيد .
ولمّا غابتِ الشمس ، و ظهرَ القمر ، أُفتتنتُ به!
بقيتُ ألقِيهِ نشيداً ، أغرِدُ له ، متناسياً عهدِيَّ مع الشمس..
فلما قالَ لي القمر ، أنهُ قد آن وقتُ الذهاب .
غادرتُ عشّي ، ألاحقُهُ بإفتتانيّ له.
مخلفاً ورائِي بعضَ تغاريدَ مُهملة ، وعهداً قد نُقِض!!
حتى أشرقتِ الشمسُ على عُشي فارغاً ، يخلو مني.
و غادرَت..
الأربعاء، 23 سبتمبر 2015
ثلاثة عشر سطراً ، و سبعَ مرات *
كتبتُها قصيدةً حينَ سرحتُ فيها .
كتبتُ ثلاثةَ عشرَ سطراً أقصِدُها .
إرتويتُ الإلهامَ من ملامِحها ، و غنيتُ الكلماتِ بيدِي لحناً حينَ كتبتُها .
وليتنِي وفيتُها حقها!
إنتهيت ، وأهديتُها الأورَاق .
مُلئتُ شغفاً لأعرِفَ رأيها .
حتى قدمَت ليّ الأوراقَ متبَسمةً .
رددتُ الإبتسامةَ و همست إليها : لا عجبَ أنِي واقعٌ في حبك .
نعم ، لا عجَب !
فالإبتسامةُ لا بدّ مِنها في كُلِ حُبٍ ، وهيَ حُبي .
أشارت لي بأن أقلبَ الورقةَ فقَلَبتُها ، فوجدتُ جملةً وهبتَ عُمريَ عمراً :
- قرأتُ القصيدةَ سبعَ مراتٍ لجمالها .
قفزتُ دهشةً ، قبَّلتُ الحبيبةَ رأسها ؛ فالمرةُ تكفِيني لأموتَ فرحاً ، فكيفَ بالسبعِ مراتِ؟
أجلستها في حضنِي و قّبلتُها .
و قلتُ مختتماً : لن توفيكِ كلَ قصائِدي الحُب ، يا أجملَ ما عندِي ❤.
الاثنين، 14 سبتمبر 2015
بركةِ دماء .
مهزُوم .!
منطوٍ على نفسِه .
يهزُّ رأسهُ ذاتَ اليمينِ والشمال .
يصرخُ بذعرٍ و يقفزُ في الأرجاء .
تملكهُ الجنونُ فصارَ يبكِي :
- دعونِي ابقى ، لا اريد الذهابَ للجحِيم!
لا تجيبهُ الأصوات ، فقط تنظرُ إليهِ الأعيُن .
كأنها أعينُ العذاب ، ترميهِ في جحيمِ أعماقِها .
تقترب ، فيبكي ، تقترب أكثر ، فلا يُجيدُ الهرُوب .
إلتصقَت بهِ العينان ، فتوقَفَ النحِيب .
وعمّ الصمتُ أرجاءَ المكان .
ثمَ بعدَ حينٍ عندما عادَت الأُم :
فُقِد أثرُه .
ولم تجدِ في الغرفةِ سوى بركةِ دماء! .
الجمعة، 4 سبتمبر 2015
فقدتُ أُمِي #نص .
-ما هو الموتُ يا أُماه ؟
كنتُ صغيراً آنذاك حينَ سألتُكِ ..
فأجبتني بصوتِكِ الحنون الذي لا أنسى :
هو أن يرحلَ الإنسانُ و يبقى!
حيرني الجوابُ عوضاً عن السؤال ، صرتُ أبحثُ عن جوابٍ أكثر وضوحاً .
فلا أجدُ غيرَ جوابك ،ِِ أُمي .
ابحثُ عن تفسيرٍ له فلا يُغني البحثُ عن شيء .
حتى مرتِ الأزمانُ و فهمتُ الموت!
بعد أن رحلتِ جسداً ، وبقيتِ روحاً و ذِكرى .
الثلاثاء، 25 أغسطس 2015
الحزنُ دنيا ، والفرحُ مسكن وحِيد *
ايها الأموات ، الهائمون في الحياةِ أحياءَ ..
الضائعون في الحزن ؛ باحثينَ عن ملجأ الفرح .
جاهلينَ كونهم امواتاً ، رغم خشيتهِم للموت ..
عودو إلى الحياة!
إستيقظو من غفلتكم ، كي تدرِكو ما تحملهُ قلوبكم من ملاجِئ .
افيقُو عقولكم ، و تحلُّو بالإيمانِ المطلق .
ففي كُل قلبٍ ، مشاعرُ فرحٍ تُرهبُ الظروف .
تعصفُ برياحِها الهمَّ بعيداً ، و تبقيكَ في مسكنِ الفرح .
إبحثو عن ذلكَ الملجأ و لو عمّ الضباب .
تحلّو بالزهد ، في أيةِ حياةٍ بائسة .
و لتطمعو في الحصولِ على مساكنَ تقيكُم من شرِ الظلام .
فالحزنُ دنيا ، والفرح مسكن وحيد *
الأربعاء، 12 أغسطس 2015
دونَ أن يقرؤوها .
يُقَطِّعُني الشوق .
اُجبرُِ اناملي على الثبات .
كي لا تتهور ؛ فترسلَ الرسائل ، نحو مكامِنِ شوقي ..
فيكتفي المعنِيونَ بتأملِ الغلاف ، و رمي الرسالةِ حيثُ لا يدرُون .
دونَ أن يقرؤوها !
لأنكِ سماء *
سميتُ سماءً ، ولم افقه إسمِي .
وُضِعَت في كبدِيّ شمساً ، فكانَ النهَار .
و جُعِلَ في جسدِي القمر ، و زُينتُ بالنُجومِ ، فَحلّ المساء .
وبقيتُ أهروِلُ الوقتَ لأغلبهُ فيُعلمنِي إسمي .
حتى بدى لي في الإستسلامِ سلاماً ، فسلمتُ أمرِي ..
و في لحظةِ حزنٍ همست في أذنِي الأرض :
- أنظُري إليّ ، فتُدركِ الحقيقةَ كونكِ السماء ..
تحملينَ في قلبكِ الضياءَ لتُنيرِي السبيلَ لليائسين ، و ليرفعُو رؤوسهُم في الأعالي ، فيرونَ وسعكِ و ضيقةَ دربِي .
فيحلمونَ و يبتسمون .
لأنكِ سماءٌ ، و أملٌ ، و قلبٌ وسِيع *
الثلاثاء، 4 أغسطس 2015
لا تخشَي مكروهاً ، أُمنيتي .
لا ترضَى الصعود إلى السماء ، خجلاً من الا تتحقق .
في ايامٍ تسقطُ فيها الاماني ، كالشهاب .
أيجبُ أن أُخبرها بما في خاطرِي ، و أقولُ ؟ :
- يا أمنيتي : طيرِي ، حلقِ إلى أقصى السماء .
حيثُ البقاءُ ..
بينَ مودةِ الرجاء ، و رقةُ المطلَب!
حيثُ اللا عودَة ..
ولا تخشَي مكروهاً ، أُمنيتي ..
فأُمنياتُ الغيرِ حينَ سقطَت ، لم تَملِك الدافِعَ للوصُول .
أما أنتِ ، فيكفيكِ أنِّي أرجوكِ التحقُق!
ولو كانَ وصولِكِ واقعاً : يتطلبُ إنتظاراً إلى الأمدِ البعِيد .
الأربعاء، 10 يونيو 2015
طبقٍ من ورد *
و أقطع لِي حبلَ تفكيريَ الطوِيل .
فلا وقت سأجعلهُ ضحيةَ إنتظارٍ بلا أمد ، أو أملٍ يُرجى ..
من ترقبِ رجلٍ خذلني برحيلهِ في الأمسِ ، بعدَ أن قالَ أنهُ : لن يترُكني!
كنتُ طيراً *
كنتُ طيراً أخدشُ زرقتها ، بآثارِ مُروري .
كنتُ أنتمي إليها ، أنتمي إلى السماء .. وليسَ لي عُش!
فليسَ لي إحتياجٌ بأيةِ قيودٍ ، وأنا الحرُ في وسعةِ السماء!
حتى أتيتِ ، فكرهتُ السماءَ وأحببتُ السكَن .
أحببتُ قيودَ حُبكِ ، و رضيتُ أن أصبحَ عبودياً ، تحتَ وطأةِ تلكَ القيود .
فلم أعُد أطير ، أو أُزيِن السماءَ بخطِ طيراني كالسابِق .
إلى أن إهترأَ جناحايَ دونَ أن أُدرك ، بينما أنا في رحمِ ذلكَ العُش!
ومضتِ الأيام ، حتى إجتاحكِ غيرِي .
فلم أُفلِح في العودةِ إليكِ ، وأنتِ ترفضينَ رُجوعي .
دونَ أن تُحرريني من تلكَ العبودية ، و من تلكَ القيود ..
فلم يعد لي بعدكِ إنتماء ، لأيِ شيء!
فلا عُشكِ لأبقَى فيه ، أو سماءَ أسكُنها .
ولم أعد طيراً ، فليسَ لي جناحٌ سليم .
الثلاثاء، 9 يونيو 2015
ثُقبٍ يتسللُ منهُ النور . #نص
و في ظلمةِ الليلِ التي غرقَ بها ، بلا مصابيحَ تُسعفُهُ مِنه .
كنتُ أنظرُ إلى ظلالِ الأجسامِ حينَ صنعتها العتمة ؛ لتجعلَ من نفسها أكثرَ وِحشَةً و إخافة!
أنظرُ ، أُحدِق ؛ لعلي أخشى شيئاً فأتركُ المكان ، أو لعلِّي أستوشحهُ فأُغادر ..
لكنني بقيت ..
ليسَ لشيءٍ سوى أن صديقاً دعانِي إلى هُنا ، ومن السوءِ أن أرحل .
عموماً .. مالأمرُ مع هذا المكان ؟ لما أحضرني إلى هُنا ؟
لستُ أعلم ، لكنني سوفَ أفعل حينَ يأتي .
كانَ قد قالَ لي أن أسبقَهُ إلى الأعلى ، ريثما هو يحضرُ شيئاً من السيارة ..
ذهبتُ إلى حائطٍ ما لأستندَ عليه ، أخرجتُ من جيبي سيجارةً و بدأتُ أُدخِن .
- لقد أتيت .
قالَ يُخاطبني بعدَ أن صعدَ إلى الأعلى ، إفترشَ السجادةَ التي يبدو أنها هي التي تأخرّ من أجلِ إحضارها .
وضعَ ما إشتريناهُ سوياً من مشروبات ثم دعاني للجلوس .
- لا ، من دون السيجارةِ تلك!
قالها و هو يسدُّ أنفه بيدٍ و يبعدني بالأُخرى .
طبعاً ..
كان هكذا دوماً ، يكرهُ عاداتِي القديمة .. رغمَ انهُ لا يعرفُ أصلها .
إلا هو ؛ قد ظلّ يدعمني إلى أن خرجتُ من السجن .
لذلكَ ليسَ لديَّ صديقٌ إعزُ إليّ منه ، إن كانَ لديّ أصلاً .
- أرمِي السيجارة حالاً وإجلس ، لكي لا تفوتُكَ مُفاجأتي .
أيٌ مفاجأةٍ تلكَ التي يتحدثُ عنها في الظلام ؟ ربما يكونُ قد جُن .
أطفأتها بحذائي ثم جلستُ بجانِبه ، فأطفأ بدورِهِ هوَ الضوءَ الوحيد الذي ينيرُ مكاننا في الأعلى .
فغرِقنا كذلكَ في عتمةِ الأشياءِ من حولنا ..
- إنتظِر قليلاً ، سترى الأضواءَ التي حُرمتَ منها في سجنِكَ ، سأُبهِرُكِ بها!
كانَ يقولها و هو ينظرُ إلى الأعلى مترقِباً ، يتنظِرُ ولوجَ شيءٍ ما في السماء .
رِحتُ أنظرُ بذاتِي إلى السماء أيضاً ، ليسَ فضولاً إنما مجاراةٌ لذاكَ الصديق .
بعدَ بُرهةٍ ظهرَ ما كانَ يقصِد ، فقدْ بانتِ النجومُ في السماء.
- أُنظر لقد ظهَرَت لآن!
لفظها بإنبهار ، و لم أردَ عليه لإعجابي بالمنظر .
هذا ما كانَ يُريدنِي أن أراهُ إذاً ..
لقد عرفتُ الآن ، لا بدّ من وجودِ ثقبٍ في كلِ شيء ..
يتسللُ منهُ النور .
لهذا في الليلِ نجوم ، لهذا بينَ أصدقائي الخائبينَ صديقٌ وفيٌ واحد ..
- أنتَ صديقٌ جيد .
ربتتُ على كتفه ، فأجاب مازحاً :
ومنذُ متى كنتُ غيرَ هذا ؟
ضحكنا معاً ، وأخذنا نتسامرُ بينَ أضواءِ النجوم حتى حلّ الصباح .
الأحد، 7 يونيو 2015
شجرة ، شموخُها شُؤم .
أخشى الإرتطامَ بشجرةٍ شمُوخُها شؤم .
فلا تستطيعُ الإنحناءَ لورقةٍ سقطت منها ، أو حمايتها من التَهَشم تحتَ وِطأةِ الأقدام!
أخشى الإرتطامَ بِها ، فأُصبحُ شامخاً أكثرَ مما أحتاج .
معركة ، نهايتُها خسارةٌ جمِيلة .
سجينُ الحُب #حوار قصصي .
- إختارتكِ الحياة ، لتموتِي في إِعدام .
- أللطيرِ السجِين ، أن يهربَ من المصير ؟
- وهل لأرضِ الحُروب ، أن يَعلنِ السلام .. وأنتِ هُنا تصنعينَ الأوهام ؟ .
- و ما أصنعُ من أوهَام ، يا مدّعي الكمال ؟
- حُبكِ الواهِي صنعَ الحُروب ، أسمعتِ يوماً بشجرةٍ لا تُجني المحصول ؟ .
- أللسجانِ أن يعفو ؟ أللجيوشِ أن تغفُر ؟
- سأصنعُ من موتكِ بدايةً لأملٍ في الحياة ، و سأجعلها أُسطورةً عُجَب ..
يا ناشرةَ الحُب ، يا صانعةَ الأوهَام .
- لن يذهبَ السلامُ .. حينَ أُعدم ، ولن يموتَ الحُب .. حينَ أموت .
فحينَ تقتلنِي مرَة : سأُولدُ من جدِيد .
وحينَ تعدمني ألفاً : سوفَ يبقى!
الوِحدةَ في كُلِ شيء #نص .
لأبقى وحيداً من جديد ، في مكانٍ آخر ، بينما يوجدُ شخصٌ وحيدٌ آخرَ بالقُربِ مني .
ألقيتُ نظرةً إلى ساعتِي ، فأشَارَت بعقربِها الصغيرَ الوحِيد .. إلى الساعةَ الواحِدة : ساعةَ الوِحدة!
نظرتُ حولي أتأملُ غُرفةَ الإِنتظار .
كرسيٌ واحدٌ أجلسُ عليه ، تُقابِلهُ طاولةٌ وحِيدة ، و أمامها كرسيٌ آخر وحِيد يشغلُهَا رجلٌ وحِيد مُثلُها .. ومِثليَ كذلِك .
أمعنتُ في الجالسِ أمامي .. كيفَ له ألا يأبهَ بوِحدتِه ؟
كيفَ لهُ ألا يشعُرَ بِها ؟ أم أنهُ ليسَ وحيداً كما أحسُبُه أصلاً ؟ .
كانَ الرجلُ مُنهمكاً في قراءةِ كتابٍ ما بيدِه ، فَبَدَت على ملامح وجهِه آثارُ وحدةٍ بالِغة .. رُبما يكونُ مُتأَثراً مما يقرأهُ الآن ؟
رفعَ عيناهُ إليّ كما لو أنهُ قرأَ ما في زحمةِ بالِي من أفكار ، فأشحتُ بنظرِيَّ عنهُ خشيةَ أن يقرأَ المزيدَ مِنها ، إلى الساعةِ من جدِيد ..
تحركَ العقربُ الآخرَ في الساعةِ ؛ ليُشيرَ إلى مضيِّ دقيقةٍ واحِدَةٍ وحِيدة .. يالهُ من توقيتٍ وحِيد .
كنتُ أرى الوِحدةَ في كُلِ شيءٍ آنذاك ، كتلكَ الساعة الوحيدةَ على الجِدار ، و اللوحةَ الرديئة التي تُقابِلهَا على جدارٍ آخر ..
كحوضِ الزهورِ البالِ ، الخالِي من الزُهور ، و الماء ، بلا فائدةٍ تُستفادُ مِنه!
كالبابِ الوحِيدِ على إحدى الجُدران ، يطّلُ منهُ رجلٌ بينَ الحينةِ والأُخرى متأسفاً ، يطلبُ منّا إنتظارهُ لوقتٍ أطول ..
كمصباحٍ وحيدٍ شبهُ مُعتمْ ، بالكادٍ يمدُ ما يكفِي من الضوءِ لرؤيةِ المكان .
- كم الساعةُ الآن ؟
يسألُ الجالسَ أمامِي ، فأُجيب .
- ساعةٌ واحِدة منذُ مجِيئي ، ودقيقتان .
نظرَ الرجلُ إليّ بإستنكارٍ إزاءَ رديَ الغريب ، فلَم آبه بِه .. ورحتُ أُكمِلُ سرحانِي من جدِيد ..
ما بالُ الدقائِق لم تعُد وحيِدة ؟ أعليّ أن أبقى وحيداً لوحدِي الآن ؟
ثمّ تذكرتُ أن الوقتَ يمضِي ..
- سعود الفُلانِي ، الطبيبُ بإنتظارِك .
نادى رجلٌ آخرَ مختلفاً عمن سبقهُ ، يطلّ من البابِ لوحدِه .. ويفتحُ البابَ لي .
أسِفتُ على تركِي للرجلِ الذي شاركني الغرفةَ وحيداً ، لكننِي وبسرعةٍ بدَدتُ هذا الشُعور ..
جلستُ على كرسيٍ وحيدٍ في غرفةٍ أُخرى ، أماميَ رجلٌ وحيدٌ يرتدِي ملابسَ بيضاء ..
ينظرُ إليّ بإهتمامٍ ثم يسأَل :
مما تشكو اليومَ يا سعُود ؟
- أشكُو وِحدتِي يا دُكتور .