الأربعاء، 11 أكتوبر 2017

لم استطع ان انسى .

طولك المنكمش في حضني .
رائحة العود العربي المتشبث بثوبك .
تلك الندبة الصغيرة ، الواقفة بشموخ اعلى حاجبك الايمن .
ابتسامتك الجذابة و لمعة عينيك ..
اقسم بالرب انني لم انسى امراً يخصّك منذ ذلك الحين ، ولا مجال بعد سقوطي .
فقد كان ذنباً أنني فرّطت بك .
و ذنبٌ اكبر أنّك لم تحاول التمسك بي .
حتى سقط كلانا .
و اقسم بالرب ، مجدداً :
أنني بعد السقوط ..
لم استطع ان انسى .

الثلاثاء، 15 أغسطس 2017

يتلوث حذائي #اقصوصة .

اخرج من المنزل :
يتلوث حذائي ، اسمع صخباً يصدر من الصخور ، تشتكي بقع الطين من شدة الحرارة ، تضحك الشجرة من دغدغة الطيور ، فرخ تبكي الارض سقوطه عليها .
يتلوث الحذاء أكثر ، أُخرس الصخور بجريي بينها ، اسقط على بقعة طينٍ وانهض ، أصل إلى الشجرة ، ألتقط الفرخ وأدفنه في قلب الأرض ..
تصمت الصخور ، تسكن بقع الطين ، تسكت الشجرة ، لا اسمع نحيب الأرض ، يصبح حذائي قاتماً ، و أعود .

الاثنين، 7 أغسطس 2017

جذور حزني.

جذور حزني عميقة جداً ، تصل إلى درك الأرض .
لا استطيع قلعه .. فاضطّر إلى قطع أوراقه ، واستمر بكسر سيقانه دون حيلة.
لكن الجذور لا تموت ، وبالتالي فدوماً ما تنمو سيقانٌ جديدةٌ أقوى ، واوراقٌ أسمَك.
فابذل قوةً اكبر ، حتى تنفذ قوتي أمام عزم الجذور .
وينمو مجدداً.. حزني..
من برعمٍ إلى شجيرة ، من شجيرة إلى شجرة ، ومن شجرةٍ إلى العديد ، حتى تتكون غابةٌ شائكة لا تردعها فأسٌ ولا مِقص.

الخميس، 20 يوليو 2017

عالمٌ مقلوب .

عالمٌ مقلوب ، هذا ما عرفت .
نبات يعودُ بذراً ليس به حياة ، والرمادُ ناراً قويةٌ علياء .
كل المكان جفافٌ ليس فيه ماء ، لا حياةَ تنمو و عطش في الارجاء .
كل طفلٍ كان فيه شيخ ، فقه الحياة مسبقاً فلا وجود لطيش .
سكرى متجولين وأن ارتشفوا الحرام ، عادو للحقيقة وصارو اصحاء .
وإن تبسمت بوجهك وأنت في الطريق ، سجنوك بتهمة -هذا لا يليق- .
عالمٌ مقلوب ، مليءٌ بالثقوب .
مليءٌ بالشرور ، يدخله الألم ويخرج منه السرور .

الجمعة، 2 يونيو 2017

عندما تتلاشى الأوهام #قصة .

أتى اليوم المنتظر أخيراً ، انه يوم التخرج الذي لطالما انتظرناه بفرحته ، قاعة الحفل أنيقة و المقاعد في انتظامٍ حولها ، الأمهات يجلسن في مقاعد الحضور المطرزة بألوان الفرح ، وهاهي والدتي ووالدة صديقتي العزيزة تلوحان لي ، عتبة المسرح العاليةٌ تحمل طاولةً عليها هدايا الحفل ، أستاذتي الحبيبة مريم تتحرك بسرعة وتنادي علينا لننتظم وكلما وقعت عيناها علي ابتسمت ابتسامتها الحنونة ، أخذت أتجول بنظري حول المكان و السعادة تغمرني. وقعَ نظرِي على صديقتي بلباس التخرج وهي تتقدم إلي ، أنا سعيدة لأننا نتشارك اليوم ذات الفرح ، أقبلت إلي فسرحت ببالي بعيداً نحو بدايتنا قبل عامين.. -تفضلي بالدخول . هكذا بادرتني أستاذة مريم المرشدة الطلابية بعدما استدعتني إلى غرفتها ، ومازال صوتها الرزين في أذني وهي تقول لي : -سمر أنا لدي مهمة لك بما انكِ رئيسة صفك، اعتمد عليك في انجازها بعد الله . فرددت عليها : لقد أيقظت فضولي بكلامك ، اخبريني بالموضوع معلمتي . قلتها بحماس وترقب ، لن أنسى تردد أستاذتي العزيزة مريم وهي تقول لي على مضض : -أنت تعرفين الفتاة المنتقلة إلى فصلك مؤخراً ، اسمها لؤلؤة . -نعم اعرفها معلمتي ، تلك التي تجلس في آخر الفصل دون أن تتحدث ، ولا نحاول فتح مجالٍ للحديث معها إلا أقفلته في وجهنا بلا اهتمام .: إذا ماذا بها ؟ -حسناً اسمعيني هنا يا سمر ، أنا اتفقت مع أستاذة سهام على أن تجعلكما في فريق عمل واحد .. -لكن..! قلتها في ذلك الوقت متذمرةً، مقاطعةً حديث أستاذة مريم فقالت لي : انتظريني حتى أُكمل . لقد كانت لؤلؤة من أفضل طالبات مدرستها في مرحلتي المتوسطة و الابتدائية ، معروفةٌ برزانة تفكيرها و سعة اطلاعها وحبها لقراءة الكتب أياً كان نوعها.. لكن شاء الله إن تلتقي بطالبة في سنتها الثانوية الأولى وقد جعلتها على ما هي عليه بسبب اصطدامهما بالخطأ أثناء انهماكها في قراءة كتاب ، الذي أدى إلى انسكاب مشروب الفتاة الأُخرى أخرى وسخرية الطالبات منها ، فوضعت تلك الفتاة لؤلؤة في بالها وتربصت لها مدة عامٍ كامل . تتالت سلسلة المضايقات ، مستغلة تلك الفتاة فيها أوقات انشغال المعلمات وعدم وجود زميلاتها حيث ابتدأت بسرقة مصروفها ، ثم بإسقاطها وسط الممر أمام مرأى الطالبات لتتقدم معتذرة .. فتحكم خطتها وتعنفها لفظياً بطريقة مستفزة غير مباشرة ، ثم بتمزيق كتبها ، حتى تطور الوضع إلى اعتداءات جسدية بالضرب واللكم في كل فرصة تتاح لها حيث تترصدها في أوقات البرامج والانتقالات ما بين الحصص .. وكأنها تلك الفتاة قد وجدت التسلية بضعفها وإذلالها. حاولت لؤلؤة بهدوء إبلاغ المدرسة بالبحث عن حلٍ لها ، فكان كل إجراءٍ يُنفذ من قِبلها بمثابة دافعٍ أقوى لتزداد ترصدا وإيذاء . حاولت تجنب تلك الفتاة لكن الوضع قد زاد عن حده ولعل تهاونها في إيجاد حل جذري وعدم وضعها حداً بينهما كان هو السبب ، فتحول نتاج هذا الصمت إلى خوف و نفور من المدرسة . فكانت لؤلؤة تشعر بالإعياء كلما استعدت للذهاب ، وتقابل أسئلة أهلها فيما يتعلق بالمدرسة بصمت . لاحظت والدتها ما طرأ على ابنتها من تغير وحاولت معرفة السبب ولكن لؤلؤة لم تبدي تجاوباً معها .. إلى أن أتى يوم اتصلت فيه المدرسة على والدتها تطلب منها الحضور لإصابة لؤلؤة بحالة إغماء . ذهبت الأم إلى المدرسة مسرعة فوجدتها في حالة يُرثى لها وثوبها المدرسي ملطخ ببقعٍ حمراء ، حالما استفسرت الأم عن هذا لم تستطع إحدى المعلمات إجابتها عدا معلمة قد قالت برثاءٍ لها : كنت قد رأيت لؤلؤة تسير في المدرسة وقد جلست على بقع طلاءٍ حمراء بدت موضوعةً بعمد ، فلم تتحمل سخرية الطالبات منها و خصوصاً في شيءٍ مريبٍ كهذا فسقطت في اغماءة من حدة الموقف ، حاولت إيقاف ضحكاتهن وتهكمهن .. لكنكِ تعرفين طبيعة الفتيات في هذا العمر .. فكرت الأم في الكثير من الحلول ووعدتها إدارة المدرسة بعمل تحقيق وإيقاع عقوبات نظامية على من سيثبت عليها السلوك لكن والدة لؤلؤة وجدت أن ابنتها لن تستفيد من هذه الإجراءات مادامت نفس الطالبات موجودات ، فتوصلت إلى حلٍ أخير .. قدمت الأم طلب نقل ابنتها من المدرسة وألحت في قبول الطلب .. فتمت إجراءات نقلها على عجل و انتقلت لؤلؤة إلى هنا.. تغير حال لؤلؤة بعدها كما رأيتي في الشهر الأول من التحاقها بالمدرسة ، وهو ذاته حالها في المنزل : باتت تمسي أيامها لا تنوي شيئاً أو تلوي إلى شيء . تنام و تستيقظ ، تأتي بتململ إلى المدرسة ثم تعود لتكمل نومها ، لا جديد في حياتها ، إن جاعت استيقظت لتأكل أي شيء ثم تعود للنوم حتى الصباح .. أصبح لديها رِهاب اجتماعي ، صارت تخشى التجمعات ولا تفاتح أحدا بحديث .. أصبحت نظرتها للحياةِ مشوشة -وهذا إن كانت لا تزال تنظر إلى الحياة- ..وقد أتت الأم قبل عدة أيامٍ للقائي و طلبت المساعدة فأخبرتها أن لدي من تستطيع بإذن الله حل المشكلة واستأذنتها أن اخبرها بكامل الأحداث وأنا أعنيك أنتِ بكلامي وها قد جاء دوري الآن في طلبها منك . لم تكد أستاذة مريم تنهي حديثها إلا وقد انفجرت باكية دون شعور : لماذا ؟ هل يوجد احد يحمل في قلبه هذا الكم الهائل من الحقد والكراهية ؟ لا اكاد اصدق .. مازال شعور القشعريرة وبكائي ماثلا إمامي وأستاذة مريم تربت علي لا ... لا ..... يا سمر أنا لم اذكر لك ما حدث كي تبكي ولكن لتساعديني وتدركي حجم المشكلة التي تعرضت لها زميلتك فانا أثق برجاحة عقلك وحسن تصرفك وإلا لما كنت استعنت بك وصارحتك بوضعها ، فأنت مصدر ثقتي يا سمر لا تدعيني اندم على هذا الإجراء . لا يا أستاذة مريم لن تندمي بإذن الله .. قلتها وأنا امسح دموعي .. أنا معك .. و مر هذا اللقاء أمامي كوميض ، وصلت لؤلؤة إلي وتلاشت الأطياف لتقول لي : مابك ؟ قلت خريجة . وأخذنا نضحك ..... نادت إحدى الطالبات لؤلؤة ليعود شريط الذكريات إلى اليوم الدراسي التالي بعد اجتماعي مع أستاذة مريم ، وعند بدء حصة أستاذة سهام طلبت منا الانقسام إلى مجموعات مكونة من طالبتين ، لنقوم بعمل بحث صغير حول التطوع ، كانت لؤلؤة جالسةً في زاوية الفصل تنتظر الفتاة الأخيرة التي ستبقى بدون شريكة لتتشارك معها ، دون نية للمشاركة في العمل .وهكذا انتهى تكوين المجموعات وبقيت أنا كما اتفقت أستاذة مريم وأستاذة سهام ، ( وكأن الحدث اليوم ) وأنا اتجه إلى لؤلؤة رافعة يدي للسلام.. رمت هذه الذكرى على ملامحي ابتسامة تلقائية ، أيقظتني منها لؤلؤة قائلة : هيا ، تعالي لتجلسي بجواري فالحفل على وشك ان يبدأ ! لؤلؤة –وقلت بسعادة- لا لا تسحبي يدي هكذا ، انظري لقد تبعثر شعري في الهواء و كدت تسقطين قبعتي ، هيا لنجلس .. ثم ابتدأ الحفل ، وأنا انظر لفرحتها . ودون وعي مني سرحت مرة أخرى ، لأتذكر أحداث عامين كاملين مرا سريعا وهذه المبتسمة كيف كانت تنفر مني تارةً وتستجيب لإنجاز المشروع تارة أخرى ، وكيف كنت اردعها عن نفورها بالتشبث أكثر ، لتظهر أمامي زيارتها الأُولى لمنزلي و نقاشنا الحاد فيه ، وكيف ساعدتها على إدراك ضعفها و هروبها ، وكيف اتصلت بوالدتها طالبة العودة ومحاولاتي لإقناع لؤلؤة بالبقاء ، لتتصل بي بعد ذهابها معتذرة قائلة لقد فكرت مليا في كلامك وأنا بحاجة لك فهل تساعديني ؟؟؟ وكيف قضينا تلك الليلة في الحديث بالهاتف إلى الساعة الحادية عشر والنصف مساء وأنا أؤكد عليها بضرورة مجابهة الواقع . وكيف تلاشى ضباب الضعف عنها ، وتبددت أوهام لؤلؤة بعد تمردها الطويل ، فصارت فتاةً أقوى . وكيف شَعرتُ بالانجاز والفرح وأنا أراها تعود للشخصية التي أخبرتني عنها أستاذة مريم بل أقوى وأكثر ثقة من ذي قبل ، صارت المعلمات يثنين على اجتهادها وتُضرب في تفوقها الأمثال . سمر ، ما بك أين ذهب بالك ؟ استفقت مجدداً ، وأنا أتأمل الوجه البشوش الذي ينظر إلي ، ما كنت لأتوقع سابقاً أن تمتلك لؤلؤة هذا الوجه بمثل هذه التعابير . وبحركة لاشعورية وجدتني احتضن لؤلؤة ذات غفلةٍ منها و أقول : أتعلمين أنني جِد محظوظةٍ بمعرِفتك؟ ابتسمت لؤلؤة وهي تبادلني العناق : أتعلمين أيضاً أنكِ هبة من الله لي ، اشعر بالامتنان لوجودِكِ في حياتي..

السبت، 27 مايو 2017

كل عام وأنت باقٍ صديقي..

كان القمرُ بدراً في تِلك الليلة .
رغم أنها لم تكن الرابعة عشرَ في ذلك الشهر .
كانت الأرضُ مزدَهرةً في تلك الليلة .
رغم أنه لم يكن فصل الربيع قد حلّ آنذاك .
نسِيَ الجميعُ أن يُغلِق نافِذةَ غرفَتِه ، وتسَلّل قليلٌ من أهادِيج الفرح آنذاك .
فكانَ الربيعُ والبدرُ حينها انتِ ، وكانَ الفرحُ نابِعاً من روحِ السماءٍ .
وقد تشكَلت تلك الروح كغيمَةِ مطرٍ تتسرَبُ منها تِلك الأهاديج.
صدِيقي ، توأمي القادِم من عالمٍ موازٍ أسمُه السعادَة :
كُل عامٍ وأنت أقصى سعادَتي .
كل عامٍ وأنت لي كل ما تشكّل من كلامٍ في الأعلى.. أو أكثر .
كل عام وأنت باقٍ صديقي..

الى متى..

الى متى
يفر الزمان
و يطول المدى
الى متى
يستمر الحزن
و يبقى الاذى
خيّل إلي أن لا مستحيل بقربك
حتى وجدت الخيبات كثيرة
بين كفّيك كالندى
فمتى ترضى ان تكون لي فجراً
و تكون انت شمسي في اعلى السما
متى تلطم كبريائَك عني كِبراً
فتكونُ قمراً في ظلمة ليلي
والمسا ..

الثلاثاء، 9 مايو 2017

المساواة ظلماً .

كان لا يستطيع التحرك ، تأزمّت جميع القلوب لأجله و تعاطفت.
ارادت جميعها الا يشعروه بالاختلاف ، فجعلو اخاه الاصغر معاقاً دون ارادته 'من باب المساواة ظلماً' .
فنمى الأول و تعافى ، وبقي الآخر بلا ارادة لينمو.

الأربعاء، 29 مارس 2017

إسأل عنّي.

كانت حياتي تمضِي بسلاسة حتّى وعيت .
وعيت بأني جاهلةٌ رغم ادعائي للعلم كثيراً حتى أصبحت أعلم بنفسِي ..
فلم يكن الجميع يحبني كما ظننت .
ولم يكن أحدهم صاحبي ؛ أدركت ذلك حين لم يسحبني أحدٌ إلى النور ، بعدما أفلتُّه بغيرِ عمدٍ الى الظلام .
ولم أكن حراً ، فتخبّطت بين توقعاتٍ فيّ و أُخرى حتى تقيّدت ، ولم يعد بوسعِي أن أكون بقدرِ إحداها .
فقدتُ الكثير ولم أكتسب شيئاً ، فكُنت طرفاً في معادلةٍ غير متكافئة وأصبحتُ الصفر بجدارة ..
ومن ثمّ :
كنت قد كتبت هذه الرسالة بنية إرسالها إلى شخص ما ، فلم أجد من أُرسلها إليه .
ولذلك : فإلى كل قارِئ ما دامت الرسالةُ لم تُمزّق :
إسأل عنّي ، فأنا لستُ على ما يُرام .
وإسأل عن كاتِبة غير حُرةٍ إن أردتَ معرفتِي .

الأربعاء، 22 مارس 2017

عجبٌ ليسَ بعجب .

عجبٌ ليسَ بعجبٍ ، حين احاول مزجك في قصائدي مستنفذاً كل قوتِي البلاغية وقطعاً لا تتجاوب معي الحروف .
عجبٌ ليسَ بعجبٍ ، حين احاول ادراجك في اشعاري مستعيناً كل قوامِيسي اللغوية وقطعاً لا تتعاون معي السطور .
عجبٌ ليسَ بعجبٍ :
انكَ شاذٌ في القوافي .
فلا استطيعُ شيئاً ما دُمتَ نفسَ الهيئَة ونفسَ الشخص .

السبت، 4 مارس 2017

- هلّا أعرتمُونِي سعادَتِي ؟

السلام عليكم .
مرحباً أيها الجميع ، ومرحباً للا أحد المُستيقظ هناك .
أما بعد ، فكلامٌ قصيرٌ وثقيلٌ على القلوب .
هذه رسالتِي ، قد تكون مثيرةٌ للبُكاء ، أو الجدل ، أو الحقيقة ، فهذه بشكلٍ ما صفات المُرسل .
والذي لن يمتلكَ ابداً أي احدٍ ليُرسِل إليه .
..
بإختصارٍ أقول فيها :
لكل من احتواني ذاتَ يوم ، ومن اذاقني المُر .
لكل من مرّ بي عابراً أو لم يمضِ كحالِ من سبقه .
لكل من أجبرنِي على البكاء بكلمةٍ أو دعانِي إلى الفرح .
أقولُ لكم ، بضعفٍ صارِم :
- هلّا أعرتمُونِي سعادَتِي ؟
أقولُها بذات الضُعف الذي كنت به ، بذاتِ الصرامة التي أصبحتُ عليها .
فقد كُنت ضعيفاً حينما عُشت بفعلٍ ماضٍ استطعت اخيراً التحرر منه .
فصرتُ أصفُ كل شيءٍ بفعلِ ظنٍ مُستقبلي لا بدّ ألا أقيّده بالماضي .
واليومَ ..
بصرامتِي : أنا بتّ أقوى .
لكنني لم أفتقِد بها شيئاً عدى سعادتِي تلك .

الثلاثاء، 21 فبراير 2017

بضعَةَ اسرار .

لم تضَع في حقيبتِها يوماً شيئاً أزالته ، فكانَت حينما تمرُ لحظةٌ ما تُخلّدُها بورقٍ منزوعٍ من عناقِ أوراق .
لمحَ تلكَ الحقيبةَ شخصٌ عابِر ، فتوقَفَ في فُضول وتساءَل : ماذا تحملِين فيها ؟
- بضعَةَ اسرار .
أجابتُه باختصارٍ قبلَ أن تمضِي .

الخميس، 2 فبراير 2017

سوى نفسِه .

اسمُهُ مادْز ، يعمَلُ بائِعاً مُتنقِلاً .
لا يبِيع جواهِراً أو أطعِمةً أو أيّ شيءٍ مُهم .
ولا يبِيع شيئاً مُقابِل المال .
كما أنهُ ليسَ فقيراً ليبِيعَ .
يذهَبُ كل يومٍ إلى مُجمّع الخردةِ ، ينتقِي أشياءً لا تزالُ صالحةً للإستعمال ، بينما هي لا تنفَذْ من المُجمّع وتتجدد كُلَ أسبُوع .
فيقومُ بتنظيفِها وبَيعِها حتى آخر النهار .
بمُقابِلٍ بسيطٍ وحدَهُ من يراهُ ثميناً ، وهي ابتسامة .
ذاتَ يومٍ : 
مرّت بِه أمرأةٌ حسناء ، لم تبتَسِم بعدَ إلقائِه التحيّة .
بدى له أنّها زبونٌ صعب ، وعليهِ أن يجعلَهَا تبتسِم .
ألقى عليها كثيراً مِن النِكات ، صنعَ الكثِير من التعابِير المُضحِكة ، لكنَها لم تبتسِم رُغم محاولاتِهِ طوالَ النهار .
وفي اليومِ التالِي ، مُجدداً.. كرّر المُحاولة .
آتاها بكُل ما لدَيهِ دونَ كلل ، ولم يُحرِز أيّ تقدّم .
ظلّ على تلكَ الحال عدةَ ايام ، حتى باغتتهُ فكرةٌ لم يتوانَى بتطبِيقها .
بقِيّ بالقُربِ منها يلقِي كلماتِ الغزَلِ حتى ابتسمت .
حينها ، بعدما ابتسمت : 
لم يَبِع لها أيَّ شيءٍ.. 
سوى نفسِه .

الاثنين، 30 يناير 2017

إلى من فضّل أن يكون أُميّاً :

السلام عليك من الله ورحمته قبل أن تكون مني.
اما بعد.. فكلامٌ طويل :
يؤسفني ، بل ويحزنني ويدميني .
أن أُبلِغكَ ذاك البلاغ الآتِ من أقصى الصحراءِ حيثُ قلبِي إلى مملكةِ جِوارِك .
فأقول بنبرَة حزْمٍ وجزْمٍ قبل أيّ شيء : 
أنّك لستَ كاتِباً .
لستَ كاتباً ، بشفقةٍ أُبلغُكَ إيّاها .
فأنت كتبتَ لي الكثِيرَ من الحُب ، أهديتنِي بعضاً من الأشعار في ظلِ غيَابي ، وألقيتَ بسطرِ حكايةٍ على شرفِ اللِقاء .
وكُنت أحسبُني قارئَةً ، فظهَر أنني لم أقرأ.
لأن الكاتِب في تعريفٍ مُوجز : 
هو من "يكتُب نفسَهُ" .
وفي آخر "يُوفِي بمحتوى الكِتابة" .
وأنت لستَ من أهلِ التعرِيف .
وقد أدركتُك مُهمِلاً ، خائناً لكثيرٍ من ذاتِ الحرُوف .
فها أنا قد كتبتُ قبلَ رحيلي لتُدرِك أنك لقنتنِي الدرسَ "يا أُمُّي" حتى حفظتُه.
فاعتزلتُ القراءَة لأنَ ما حفظتُه صار بمثابَةِ كُل الكتب .
لا أرِيد أن ترحَم مقصَدِي فتعود بدفترٍ جديد ، ارِيدُك أن تبقَ مكانَكَ ؛ فلستُ أُطِيقٌ أُميّاً يدعِي الكِتابة بعد اليَوم .
والسلامُ مني عليكَ آخراً في نهايَةِ الرسالة .

أننِي لستُ أدرِي !

أهو الشجرُ عميقٌ أم أنا من يغُوص .
في جذورِه باحثاً عن ماءٍ ليعِيش .
أهو الصبح يُنادِي أم أنا من يفِيق .
من سُباتِهِ متيقناً حلُولِ آوانٍ جدِيد .
أهو السرابُ قريبٌ أم أنا من يسِير .
فباتَ يرحَمُ كِفاحِي وقرَرّ ألا يَرُوح .
أهو الكَفُّ صغيرٌ أم أنا من يفِيض .
فلستُ أكتفِي احتواءً ودوماً ما أزِيد .
ألِتساؤلاتِي حلٌ أم أنا من يُريد .
ويضلُ الجوابٌ رُغماً عني : أننِي لستُ أدرِي !

الخميس، 26 يناير 2017

افيض عشقاً بعدما غادرتِ هوائي .

لم أكُن أُطيق الحدِيث ، احْتمَيت بصمتِي ملجأً رغم إلحاحِكِ بالكلام .
حتى نهرتُكِ بتكبُّرٍ بحُجةِ الانزِعَاج فأحزنتُك .
وها أنا افيضُ عشقاً بعدما غادرتِ هوائي .
-
لم أكُن أحاوِل الوِصال ، اكتفِيت بنفسِي صُحبةً رغم مبادرتِكِ بالحُب .
حتى شاجرتُكِ بتعنُّفٍ بحجةِ الإنشغالِ فأبكيتُك .
وها أنا افيضُ عشقاً بعدما غادرتِ هوائي .
-
لم أكُن أُبادِل الشُعور ، ابقيتُ بقلبِي صُموداً رغم تمسُككِ بالصَبر .
حتى جافيتُكِ بتهكُّمٍ بحجةِ اللا مُبالاة فأغضتُك .
وها أنا افيضُ عشقاً بعدما غادرتِ هوائي .
-
لا انتظِرُ منكِ عودةً ، ولا آمل الرُجوع .
اريد ان يفعَلَها الزمنُ لأُغيّر الماضِي .
فلا انزعِج مِنك وأو انشغِل .
بل أفيضُ بِكِ عِشقاً وأنتِ في هوائِي .

الأربعاء، 11 يناير 2017

ارأفي بي ، انا نفسُك .

- سئمت منكِ ، ماذا بعد تِلك القصص المتكررة ، ماذا بعد الأقنعة المزوَرة ؟
ترتدينها لتخدعي أناسٌ جدد بالتكرار ذاتِه والقصص نفسَها .
ملّت شفتَيكِ من نفس الكلمات فجفّت ، لكِنكِ لا زلتِ ترطبّينها لتُكررِي الفِعل بلا أدنى شعورٍ بالذنب .
قُلتِ أنهم ضربُوكِ، أهانوكِ، لعِبو بِكِ وسخرو منكِ كثيراً حتى حزنتِ .
وما فعلتِ شيئاً غير تكرار الشَكوى .
ارأفي بي ، انا نفسُك .
أما لي عليكِ حق ؟ لا تُثقلِي كاهِلي بمُشفقِينٍ جُدد ، لا تعذِبينِي بمزيدٍ من جماهِيرك اللعينة .
او افعلي ؛ لأنني على كل حال فسَدتُ ولا شيء قادرٌ على إصلاحي .

حينما اقرر .

حينما اقرر اللحظة التي أنسى فيها كل شيء :
سأرتدي مئات الاقنعة حتى يضيع وجهي .
سأنتزع قلبي و اضعه في رفٍ كما لو انه كتاب .
سأتلذذ بأدويةٍ تضُرّ بي طمعاً بالشفاء .
سأتمرّد بالكلام حتى يفُّرَ نحو الصمتِ .
سأتحدى بحياتي الموت حتى تتوسلني البقاء .
في تلك اللحظة التي سأُصبِح فيها :
لن أكون قادرةً على الإبتسام سوى بقناعِي .
لن أكونَ نفسِي بل كُل شيءٍ عَدَاي..
و فوق كل شيءٍ لن أكون قادرةً على العودَة .
- لذلِكَ كُلّي خوفٌ أن أقدِر على اتخاذِها قراراً ذاتَ يوم..

أن يَرجِع الأقدمُون..

تراقِب الساعة ، تترقب ولُوج الدقيقةَ الأخيرة من موعِد اللقاء حتى تحِين .
لتمضِي مُجدداً وتدّق مُعلنةً انتهاءَه ، بلا حُضورٍ أو آتٍ من بعِيد .
تضلُ تُعيد الكرّة في كُل يوم ، على أملٍ بائس :
في أن يَرجِع الأقدمُون..

أعزوفة حُب #قصة .

كانت تُحبِه ، تهوى عزفَه عندَ زاوية المقهى شبهَ المضيئة بضوءِ مصباحها المكسور ، حيثُ يُغطِي نِصفها ستارٌ أحمر ممزقُ ، متدلٍ ذو نقوشٍ ذهبية غطتُها بقايا الغُبارِ العالقة بين ثناياها .
جالسٌ على الأريكة ، يعزِف أقطوعةً فريدة ذاتَ نغماتٍ متكرِرة ، يتردَدُ صداها في المقهى ؛ حيثُ لا ضجيجَ يُقاطِع ضجيجهُ ولا صوت ، من الساعة الحادية عشرة ليلاً حتى منتصف الليل كل يوم .
بدايةُ حبها ذاك حينَ أرادت ذاتَ مرةٍ أن تحتسي قهوةً سوداء بينما تعمل على بحثِها في وقتٍ متأخر ، و بسبب ضيق الوقت واستعجالها لبدء العمل دخلت آنذاك أقربَ مقهى إلى مقرِ عملها -والذي بات أكثر عتمة- .
طلبت حينها كوب قهوتها و شرعت في بدء العمل حتى قاطع حبل تفكيرها صوت العزف ..
سَحَرَها بجمالِه ، عيناهُ الزرقاوتان ووجههِ الشاحب ، لم يكن شاحباً حقاً بل ما تراءى لها خلال الضوء الخافت .
شفاهه المتشققة ، شعره المتطاير و المبتذل ، كل هذه اوصافٌ ذميمة فيه عدى أنها قد عاكست تماماً لباسهُ الفاخِر .. فكان كأميرٍ مُتشرِدٍ في عينيها .
في تلك الليلة حين سمعت عزفه لم تقاطعه ، رغم إلحاح قلبِها المستمر بسؤاله عن اسمه أو طلب مواعدتِه حتى ، ولطالما انتظرت إنتهاءه لتلك النية ، لكنها وكلما حان الوقت ما تستطيع فعل شيئ سوى التأمّل فيه بمكانها دون حراك .

وفي ذات يومٍ في منتصف العزف ، اعلنت المصابيح انقضاء أجلها فانطفأت ، انطفأت جميعها بلا استثناء ، وكانت هي تخَافُ من العتمة المُطلقة ..
اخذت تصرخ فزعاً ، تصرخ بلا توقف ، تصرخ دونَ أن يجيبها أحد ، كانت تطلُب اعادة الاضواء فلا صوت استجابة : حتى صوت العزِف انقطع انذاك .
وفي لمح العمى -وليس البصر فلا رؤية في الظلام- احتضنها جسمٌ ما ، كان عظيماً..
كانت تتحسسه اثناء نوبةِ صراخِها ، لم تُفزَع منه ، كانت تعرف تفاصِيل جسده ، يدان كثيفتا الشعر و ندبة على إحداها ، عرض جسده اثناء احتوائه لها ، كل شيء بدا لها مألوفاً ، هدأ صوتُها و بدأ بالانخفاض..
تشبثت باليدين التي تقيدانِها ، تشبثت جيداً ، لم تزل بذلِك الوضع حتى عادَ ضوءُ أحدِ المصابيح -وكأنه قرر إكمال المقاومة ليشهدَ الحَدث- ، فحينما عاد إلتفتت خلفها ، رأت الجاثي خلفها ، امير قلبِها المتشرِد..
افلتته و ولت نحو المنزِل ، بقيت بعيدةً عن ذلِك المقهى عدةَ اسابيع ، و حالما عادت وجدت أن جميع المصابِيح تعمل ، وأن المكان تغير فصارَ شبه جديد .
- عفواً ، اين الشاب الذي كان يجلس في تلك الزاوية كل يوم؟
سألت وهي تشير نحو الزاوية و بالُها مشغولٌ به ، وكل لحظات ذلك اليوم تمر في بالها ..
- لقد ترك العمل قبل عدة ايام بعدما دفعَ الكثير لنا لتجديد المحل ، قال انه سوف يلتحق بنادٍ للموسيقى و سيعود بعد ثلاثةِ شهُور .
شعرت بلوعةِ ما فَعَلت ، لم تسألهُ عن اسمه ولم تشكره أو تحادثهُ بشيء ، لكنها سوفَ تفعل مادام الأمل موجوداً بشكلٍ بسيط..
عمِلت في ذلك المقهى بعدما استقالت من مكتب العمل ، كان عُذرها انها تملك عملاً مصيرياً يجب عليها انهاؤه ، ضلت تترقب عودتَهُ بشغف ، تراها تنظر نحو البابِ حيناً و إلى زاويتهِ حيناً أُخرى ، حتى مرّت الشهُور الثلاثة .
عاد حينها أقل ضخامةً من ذي قبل ، بنفس الاناقة و نفس الملامح .
توجهّت إليه حالما رأته ، صافحته بحرارة وكادت أن تحتضنه ، لكنه لم يرّد عليها ولم يتحدث .
تسائلت في نفسها عن هدوئِه ، لمحتهُ يُخرج دفتراً من حقيبته و قلماً ، اخذ يكتُب ..
- لا أستطيع التحدث ، فأنا أبكم .
- لكنني افهم حديثكِ .
بعدها قرأت كلماته تلك لم تمنع نفسها ، احتضنتهُ بكل ما لديها و قالت في همس حُبٍ وعيناها تتلألئ بالدموع .
- سوفَ أكونُ منذ اليوم صوتك ، فقط اعزِف لي كُل يوم..
بادلها العناق هذه المرة ، ظلّا على تِلك الحالة لحظاتٍ عديدة ، حتى افلتَا بعضهُما ، حينها كتب على ورقةٍ أُخرى لها :
- انا احببتك منذ البداية ، كنت أعزُف للا شيء حتى وجدتِك شغوفةً بما أعزِف ، و تلك الليلة التي صرختِ فيها لم استطِع منع نفسي من احتضانِك ففاضَ منّي الحُب وخفت ألّا تعذُرِيني .. أنا احبك.

- انا احببتك منذ البدايةِ أيضاً ، حفظتُك وتفاصِيلَك حتى ما فَزِعتُك في الظلام ، لا أعذارَ في الحُب طالما هُو مُتبَادَل .. أحبك .

يتركنِي كومةَ خرابٍ و بقايا .

ما بال الحب هذه الايام؟ يغدو بائساً في كل مرةٍ اخِيبُ منه . 
كم باتَ في ناظِري دلالةً على هوسٍ مُمل ، و على جُبِنٍ و حماقة . 
لا أُدرِك أسبابَ وقوعي فيه ، ولا أعلم من أينَ له الحِيل ليتصيّدني . 
لكنني اضلّ في تساؤل مستمر ، وأستمر في دوامةٍ من التفكير : 
لِما بالرغم من كل الأمورِ أبقى طرِيدته ، يلاحقني اينمَا كُنت و مع من أكون . 
لِما يستنفذنِي حتى آخري ، يستهوِيني حدّ الهوَس . 
لما على الحب أن يثبتَ جدارتهُ فيّ ، أن يتركنِي كومةَ خرابٍ و بقايا .

السبت، 7 يناير 2017

إنه أوانُ السرُور .

جلسَت بجانِبهِ على ذات المقعد ، أبصرتهُ غارقاً في الأفقِ البعِيد بعد تلالِ القمح ، هزّت كتفهُ لتفِيقهُ ثم ابتدأت الحِوار :
- تشارِكني الصحبة؟ 
- وما تُريدين؟.
قالها بِبرودٍ ، فردّت بفضولٍ لقصتِه :
- قليلاً من الأُنس .
- لكِ ما تُريدِين .
- فاحكي لي عنكَ .
- أنا حطام السنِين .
- أما أصلحوكَ!؟ 
- بل تقاعَدوا مُضرِبين .
- قل لي بربِكَ ما حُجج المستنكِرين ؟.
- أَنّي بلا داعٍ قاومتُ الحنِين .
- أكُنتَ واصلاً لهم ؟.
- وباقٍ رُغمَ الظروف .
- كانُو قوماً جاهلين ..
قالتها مُختتمةً وطالَ الصمتُ حتى قطعهُ بالحدِيث :
- فقُصّي علي حديثَكِ .
- وما شأنُكَ بي ؟.
قالتها بأنينٍ ، فأجابَ بهمسٍ :
- أشارِكُك صُحبةً وبعضَ أُنسٍ .
- فاسألني لأُجيب .
- من أذاقكِ المُرّ ؟.
- حبٌ بِهِ عنكم اكتفَيت .
- أبادلَكِ الشعور ؟.
- بل أحاطَنِي بالشرُور .
- ما أرادَ مِنِك ؟.
- كلامٌ مُغلّفٌ بزُور .
- وهل أعطاكِ مقابلاً ؟.
- جُرحٌ قد لا يزُول .
- أأُعطيكِ مرهماً ؟.
- ما في بالِك يدُور ؟.
- كونِي حبيبتَي !
تبدّل القمحُ أمامَها إلى زُهور .
فتشبّثت بيدِه وأجابته بالموافقةِ حيثُ تقول :
- إنه أوانُ السرُور .

الجمعة، 6 يناير 2017

أشدُّ رقةً من الورد .

هي ترى نفسها في الورد اينما وجدَته ، تتأملُه كثيراً كما لو أنّه مِرآة .
تقطِفُ احدَها كما لو تنزِعُ نفسَها من هذا العالم ، تضعُها في آنيةٍ تحمِلُها معها متى ما أرادَتِ التأمُّل .
تجعل الساقُ تماماً بطولِ كفّ يدِها ، فتُداعِبه بطرف إبهامِهَا وبقيّة الأصابِع .
و لأن هذا ما كانت تراه :
فلم يُؤلِمها وجعٌ ذاتَ مرةٍ عدى إبصارِها لبتلةٍ اثناء سُقوطِها من عُنق وردَة .
ولم يُبكِها بكاءً حارّاً في حياتِها قط سوى ذبولٍ رأته في طريقٍ شِبه فارٍغ أحدَ أيامِ الربيع ..
كانت تلك المرأة كثيراً ما تُدعّي القوة .
وهي أشدُّ رقةً من الورد..

الاثنين، 2 يناير 2017

أُعاني ، و أنتَ لا تُبالِي..

لم تكن هذه سنتنا الأولى بالنسبة لي ، فقد خُضنا الكثير من الأحداث لوقتٍ طويل حتى باتت السنةُ لي كألفِ سنة ، رغم ذلك لم تتجرأ للتمسّك بي خلالها حتى بملاحظتك حاجتي ..
فلما أُعانِي و أنت لا تُبالِي ؟
-
ليست تلك المرَة الوحيدة التِي تألَمت فيها بسببك ، لطالما خدشتنِي بأنيابِك بغيّةَ قتلِي ، وانا كُنتُ كلما أنجو أعود إليك بنيّة الصلح التي لم تكن مرةً جاداً فيها ..
فلما أُعانِي و أنت لا تُبالِي ؟
-
لطالما كُنت أترقَبُك ، فأنت من يُباغِتني برحيلِه دوماً ويعودُ كشخصٍ جديد ، فأحاول اكتشافك في كُل مرة ولا أكاد انتهِي حتى أجِدُك مُغادراً عن دربِ الوصال ..
فلما أُعانِي و أنت لا تُبالِي ؟
-
ولِأضعَ حداً لإهتمامِيّ المُفرِط : قررتُ أتبّاع خُطاكَ بلا عودةَ أو رجوع .
فلا أكون من يُعاني مجدداً ، أو يُبالِي .