الاثنين، 28 نوفمبر 2016

لأتقبل المطر .

كنت انبهر بالسحاب كل يوم ، و اكره المطر .
كنت اشعر بالمطر وكأنه ضيفٌ ثقيل ، فلم أكن احب وجوده وكثيراً ما نفرت منه . فتراني احب الصيف "غير الصافِ" أو الشتاء "غير الممطر" ، للإستمتاع بمنظر الغيوم .
ولكن المطر لم يكن ثقيلاً قط كما أراه ، بل طول عمره و كهولته كان ما أراه .. والآن بعد تأملٍ طويل : بت أراه كشيخٍٍ بعصاه يحمل كيساً من الحلوى . ولطالما كان ذاك الشيخ يُهدِي كراماتِه بحب .
فقررت بعد عمق تفكير : أن أُغلق مظلةَ قلبي لأتقبل المطر .

الأربعاء، 23 نوفمبر 2016

بين السحَاب .

في احد الاحياء ، وبين البيوت : تواجد قصرٌ فاخر .
تعيش في البيت المجاور له سارة ذات الثلاثة عشر عاماً ، التي لطالما احبّت السماء .
وذاتَ مرةٍ و حينما كانت تتأملُه ، شدّ مسامعها صوتُ نشيدٍ جميل يصدر من القصر .
حاولت البحث عن مصدرِ الصوت حتى وجدَته ، فكان هُناك ظلُ فتاةٍ خلف ستارةِ احد النوافذ .
و بدى انها صاحبة الصوت .
-         أنا هالةٌ عاشقة السماءِ والمطر ، أنا هالةٌ رفيقةُ حلمِ الطفولة والصِغر .
-         وما حلمك القديم ؟ و متى يأتي أوان تحقيقِه ؟
أفرجَت هالة عن نافذتِها السِتار ، فرأت ذاتَ الظفيرةِ و صاحت بانبهار :
أكنتِ تستمعين ؟
فأجابتها بإنكسارٍ : ألن تُجيبِين ؟
نظرت هالة إلى السماء و قالت بعد تنهيدة : سأقولها لعلها تنقلب حقيقة .
أريد الوقوف بين السحاب ، وأن اشتم رائحة المطر .
لكنني لن أستطيع الذهاب ، فهذا سيُعرِضني للخطر ..
تنبّهت سارة إلى كرسي هالة المتحرك الذي كانت عليه ، فقالت بعدَ تفكيرٍ و اقترحت :
فماذا اذاً لو ذهبنا أعلى الجبل ؟
-         أسيمّرُ عندها السحابُ بيننا !؟
-         نعم ، و كرسيّك هذا سوفَ تهزمين .
-         و كيفَ سأذهبُ بِه ؟
-         سأُساعدك بالتأكيد ..
ثم اتفقوا على موعدٍ للذهاب ، فأخذَت سارة تستعد و قابلت أُمها في طريق الخرُوج :
-         أينَ ستذهبين ؟
-         إلى نزهة تحقيقِ حلمٍ و سوفَ أعُود .
اصطحبت هالة بعد الحديث و الخرُوج ، دفعت كرسِيها المتحرك و هي تقول :
-         هناك ، بعد الحي والمدينة ، جبلنا الوعِر الذي سنصعدُه .
-         أستكونِينَ بخير ؟
سألتها هالة بقلقٍ فأجابتها بالإيجاب .
وفي رحلة الطريق واصلتا الحديث ، حتى وصلتَا أخيراً إلى سفح الجبل .
سارة بفرحٍ و انجاز : هذه اوّل مرةٍ اصِل ألى هذه الحدود !
-         ولمَ لمْ تفعلِين ؟
-         أمِي تخافُ عليّ وأبي لا يشعر بي ، حتى توفيّت و بقيتُ حبِيسة القصر .
و انتهى مجرى الكلام حين وصلتا معبَرَ السحاب .
فكان الوصف أبلغ من أن يُكتب .
" شامخةٌ بينَ السحاب ، تشتَّم رائِحة المطر ..

تشعُر بِعناقِهِ يُذيبها حباً ، عشقاً ، و رونَقَ حنان " .

الاثنين، 14 نوفمبر 2016

سلامي إليك #حوار .

-سلامي إليكَ يا شبيه الأولِ ، من ذكرتُه ذات غفلةٍ وجِئتَ تؤانسني . -سلامي إليكِ يا فاتنةً ، لمحتها عيناها قد ذرفت .. ما أبكاكِ ؟ وما دعاكِ للنحيب ؟ -باتت حياتي بغيضةً ، وبقائي نذير شؤم ، فما عادت هي تُطيقُني و ما جازَ لي البقاء . -وهل أنتِ للأحبابِ مُغادرةٌ ؟ -وهل لي في البقاءِ سبيلاً ؟ -وماذا عن ذاكَ الأولِ ؟ أما حزِن من أجلِك ؟ -بل هو سبقنِي بالرحِيلِ منذُ أزل .. -إذا .. وبعدَ رحيلِكِ سأكون من يبقى . -لكنني قد لا أعود . -و أنا بعودتِكِ على يقين وانتظار . -أولستَ على عجل ؟ -بل لا أستبِق الأجل . -فلما لا تغادِر معي كيلا نعود ؟ -لا أريد . -ولِمَا !؟ -لأنني وأخيراً أتيت من بوابةِ العائِدِين . -أأَنتَ هُو !؟ -نعم ، ذاك القديم ..