الأربعاء، 23 نوفمبر 2016

بين السحَاب .

في احد الاحياء ، وبين البيوت : تواجد قصرٌ فاخر .
تعيش في البيت المجاور له سارة ذات الثلاثة عشر عاماً ، التي لطالما احبّت السماء .
وذاتَ مرةٍ و حينما كانت تتأملُه ، شدّ مسامعها صوتُ نشيدٍ جميل يصدر من القصر .
حاولت البحث عن مصدرِ الصوت حتى وجدَته ، فكان هُناك ظلُ فتاةٍ خلف ستارةِ احد النوافذ .
و بدى انها صاحبة الصوت .
-         أنا هالةٌ عاشقة السماءِ والمطر ، أنا هالةٌ رفيقةُ حلمِ الطفولة والصِغر .
-         وما حلمك القديم ؟ و متى يأتي أوان تحقيقِه ؟
أفرجَت هالة عن نافذتِها السِتار ، فرأت ذاتَ الظفيرةِ و صاحت بانبهار :
أكنتِ تستمعين ؟
فأجابتها بإنكسارٍ : ألن تُجيبِين ؟
نظرت هالة إلى السماء و قالت بعد تنهيدة : سأقولها لعلها تنقلب حقيقة .
أريد الوقوف بين السحاب ، وأن اشتم رائحة المطر .
لكنني لن أستطيع الذهاب ، فهذا سيُعرِضني للخطر ..
تنبّهت سارة إلى كرسي هالة المتحرك الذي كانت عليه ، فقالت بعدَ تفكيرٍ و اقترحت :
فماذا اذاً لو ذهبنا أعلى الجبل ؟
-         أسيمّرُ عندها السحابُ بيننا !؟
-         نعم ، و كرسيّك هذا سوفَ تهزمين .
-         و كيفَ سأذهبُ بِه ؟
-         سأُساعدك بالتأكيد ..
ثم اتفقوا على موعدٍ للذهاب ، فأخذَت سارة تستعد و قابلت أُمها في طريق الخرُوج :
-         أينَ ستذهبين ؟
-         إلى نزهة تحقيقِ حلمٍ و سوفَ أعُود .
اصطحبت هالة بعد الحديث و الخرُوج ، دفعت كرسِيها المتحرك و هي تقول :
-         هناك ، بعد الحي والمدينة ، جبلنا الوعِر الذي سنصعدُه .
-         أستكونِينَ بخير ؟
سألتها هالة بقلقٍ فأجابتها بالإيجاب .
وفي رحلة الطريق واصلتا الحديث ، حتى وصلتَا أخيراً إلى سفح الجبل .
سارة بفرحٍ و انجاز : هذه اوّل مرةٍ اصِل ألى هذه الحدود !
-         ولمَ لمْ تفعلِين ؟
-         أمِي تخافُ عليّ وأبي لا يشعر بي ، حتى توفيّت و بقيتُ حبِيسة القصر .
و انتهى مجرى الكلام حين وصلتا معبَرَ السحاب .
فكان الوصف أبلغ من أن يُكتب .
" شامخةٌ بينَ السحاب ، تشتَّم رائِحة المطر ..

تشعُر بِعناقِهِ يُذيبها حباً ، عشقاً ، و رونَقَ حنان " .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق