في احد الاحياء ، وبين البيوت : تواجد قصرٌ فاخر .
تعيش في البيت المجاور له سارة ذات الثلاثة عشر عاماً ، التي لطالما
احبّت السماء .
وذاتَ مرةٍ و حينما كانت تتأملُه ، شدّ مسامعها صوتُ نشيدٍ جميل يصدر
من القصر .
حاولت البحث عن مصدرِ الصوت حتى وجدَته ، فكان هُناك ظلُ فتاةٍ خلف
ستارةِ احد النوافذ .
و بدى انها صاحبة الصوت .
-
أنا هالةٌ عاشقة السماءِ والمطر ، أنا هالةٌ رفيقةُ حلمِ الطفولة
والصِغر .
-
وما حلمك القديم ؟ و متى يأتي أوان تحقيقِه ؟
أفرجَت هالة عن نافذتِها السِتار ، فرأت
ذاتَ الظفيرةِ و صاحت بانبهار :
أكنتِ تستمعين ؟
فأجابتها بإنكسارٍ : ألن تُجيبِين ؟
نظرت هالة إلى السماء و قالت بعد تنهيدة :
سأقولها لعلها تنقلب حقيقة .
أريد الوقوف بين السحاب ، وأن اشتم رائحة
المطر .
لكنني لن أستطيع الذهاب ، فهذا سيُعرِضني
للخطر ..
تنبّهت سارة إلى كرسي هالة المتحرك الذي
كانت عليه ، فقالت بعدَ تفكيرٍ و اقترحت :
فماذا اذاً لو ذهبنا أعلى الجبل ؟
-
أسيمّرُ عندها السحابُ بيننا !؟
-
نعم ، و كرسيّك هذا سوفَ تهزمين .
-
و كيفَ سأذهبُ بِه ؟
-
سأُساعدك بالتأكيد ..
ثم اتفقوا على موعدٍ للذهاب ، فأخذَت سارة
تستعد و قابلت أُمها في طريق الخرُوج :
-
أينَ ستذهبين ؟
-
إلى نزهة تحقيقِ حلمٍ و سوفَ أعُود .
اصطحبت هالة بعد الحديث و الخرُوج ، دفعت
كرسِيها المتحرك و هي تقول :
-
هناك ، بعد الحي والمدينة ، جبلنا الوعِر الذي سنصعدُه .
-
أستكونِينَ بخير ؟
سألتها هالة بقلقٍ فأجابتها بالإيجاب .
وفي رحلة الطريق واصلتا الحديث ، حتى
وصلتَا أخيراً إلى سفح الجبل .
سارة بفرحٍ و انجاز : هذه اوّل مرةٍ اصِل
ألى هذه الحدود !
-
ولمَ لمْ تفعلِين ؟
-
أمِي تخافُ عليّ وأبي لا يشعر بي ، حتى توفيّت و بقيتُ حبِيسة القصر .
و انتهى مجرى الكلام حين وصلتا معبَرَ
السحاب .
فكان الوصف أبلغ من أن يُكتب .
" شامخةٌ بينَ السحاب ، تشتَّم رائِحة
المطر ..
تشعُر بِعناقِهِ يُذيبها حباً ، عشقاً ، و رونَقَ حنان " .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق