الثلاثاء، 27 ديسمبر 2016

صدفة ثائرة .

لم اعي إلا متأخراً انه تاريخ ميلادك.
كُنت حينها قد سألتك عنه رغم كرهي للتاريخ ..
فأنا كعجوزٍ يترقّب الربيع فحسب.
وانت ربيعِي الذي أنتظِر نشأة بُرعِمه الاول.
أجبتني فأكملتُ السؤال لأنني لم أُلاحظ : كم يبعد تاريخُك عن الآن.
-مسافةَ يومٍ واحد.
حملقتُ كثيراً في جوابك هذا حتى وعِيت.
بدت لي صدفة ثائرةً ، أن تتركَ تلك الصدفة كل شيءٍ و تميل إلى عفويّة سؤالي.
ولست أظن -كما كتبت للتو-  أن الأمر محضُ صِدفة.
فربما قد تكون وحياً او معجزةً ربانيّة : كعصى موسى.
ولست أكتُبها كصدفةٍ عدى لسببِ ألّا تغيب عني.
ونتيجة تحليلٍ لظني : سؤالي العفوي كان قَدَراً مكتوباً.
كما أن كُل ما دارَ بيننا لم يكُ صدفةً :
كلقائي بك ، وحديثنا اللامبالي بكثيرٍ من الإهمال.
كالتقاء قلوبنا معاً ، وحديثنا الذي نمارسه سخرية من لا شيءٍ كما قلت ذات حب.
و آخراً كمشاعر الحب التي باتت بيننا ولم تزل.
ولأنني لا أريد لقدرِ السؤال أن يضيع : عسى أن يمتد عُمر القدرِ حتى يربطنا.
وعسى أن تطول المسافةَ بينك و تاريخك حتى تبقى لي.
يوم ميلاد سعيد لك .

الاثنين، 28 نوفمبر 2016

لأتقبل المطر .

كنت انبهر بالسحاب كل يوم ، و اكره المطر .
كنت اشعر بالمطر وكأنه ضيفٌ ثقيل ، فلم أكن احب وجوده وكثيراً ما نفرت منه . فتراني احب الصيف "غير الصافِ" أو الشتاء "غير الممطر" ، للإستمتاع بمنظر الغيوم .
ولكن المطر لم يكن ثقيلاً قط كما أراه ، بل طول عمره و كهولته كان ما أراه .. والآن بعد تأملٍ طويل : بت أراه كشيخٍٍ بعصاه يحمل كيساً من الحلوى . ولطالما كان ذاك الشيخ يُهدِي كراماتِه بحب .
فقررت بعد عمق تفكير : أن أُغلق مظلةَ قلبي لأتقبل المطر .

الأربعاء، 23 نوفمبر 2016

بين السحَاب .

في احد الاحياء ، وبين البيوت : تواجد قصرٌ فاخر .
تعيش في البيت المجاور له سارة ذات الثلاثة عشر عاماً ، التي لطالما احبّت السماء .
وذاتَ مرةٍ و حينما كانت تتأملُه ، شدّ مسامعها صوتُ نشيدٍ جميل يصدر من القصر .
حاولت البحث عن مصدرِ الصوت حتى وجدَته ، فكان هُناك ظلُ فتاةٍ خلف ستارةِ احد النوافذ .
و بدى انها صاحبة الصوت .
-         أنا هالةٌ عاشقة السماءِ والمطر ، أنا هالةٌ رفيقةُ حلمِ الطفولة والصِغر .
-         وما حلمك القديم ؟ و متى يأتي أوان تحقيقِه ؟
أفرجَت هالة عن نافذتِها السِتار ، فرأت ذاتَ الظفيرةِ و صاحت بانبهار :
أكنتِ تستمعين ؟
فأجابتها بإنكسارٍ : ألن تُجيبِين ؟
نظرت هالة إلى السماء و قالت بعد تنهيدة : سأقولها لعلها تنقلب حقيقة .
أريد الوقوف بين السحاب ، وأن اشتم رائحة المطر .
لكنني لن أستطيع الذهاب ، فهذا سيُعرِضني للخطر ..
تنبّهت سارة إلى كرسي هالة المتحرك الذي كانت عليه ، فقالت بعدَ تفكيرٍ و اقترحت :
فماذا اذاً لو ذهبنا أعلى الجبل ؟
-         أسيمّرُ عندها السحابُ بيننا !؟
-         نعم ، و كرسيّك هذا سوفَ تهزمين .
-         و كيفَ سأذهبُ بِه ؟
-         سأُساعدك بالتأكيد ..
ثم اتفقوا على موعدٍ للذهاب ، فأخذَت سارة تستعد و قابلت أُمها في طريق الخرُوج :
-         أينَ ستذهبين ؟
-         إلى نزهة تحقيقِ حلمٍ و سوفَ أعُود .
اصطحبت هالة بعد الحديث و الخرُوج ، دفعت كرسِيها المتحرك و هي تقول :
-         هناك ، بعد الحي والمدينة ، جبلنا الوعِر الذي سنصعدُه .
-         أستكونِينَ بخير ؟
سألتها هالة بقلقٍ فأجابتها بالإيجاب .
وفي رحلة الطريق واصلتا الحديث ، حتى وصلتَا أخيراً إلى سفح الجبل .
سارة بفرحٍ و انجاز : هذه اوّل مرةٍ اصِل ألى هذه الحدود !
-         ولمَ لمْ تفعلِين ؟
-         أمِي تخافُ عليّ وأبي لا يشعر بي ، حتى توفيّت و بقيتُ حبِيسة القصر .
و انتهى مجرى الكلام حين وصلتا معبَرَ السحاب .
فكان الوصف أبلغ من أن يُكتب .
" شامخةٌ بينَ السحاب ، تشتَّم رائِحة المطر ..

تشعُر بِعناقِهِ يُذيبها حباً ، عشقاً ، و رونَقَ حنان " .

الاثنين، 14 نوفمبر 2016

سلامي إليك #حوار .

-سلامي إليكَ يا شبيه الأولِ ، من ذكرتُه ذات غفلةٍ وجِئتَ تؤانسني . -سلامي إليكِ يا فاتنةً ، لمحتها عيناها قد ذرفت .. ما أبكاكِ ؟ وما دعاكِ للنحيب ؟ -باتت حياتي بغيضةً ، وبقائي نذير شؤم ، فما عادت هي تُطيقُني و ما جازَ لي البقاء . -وهل أنتِ للأحبابِ مُغادرةٌ ؟ -وهل لي في البقاءِ سبيلاً ؟ -وماذا عن ذاكَ الأولِ ؟ أما حزِن من أجلِك ؟ -بل هو سبقنِي بالرحِيلِ منذُ أزل .. -إذا .. وبعدَ رحيلِكِ سأكون من يبقى . -لكنني قد لا أعود . -و أنا بعودتِكِ على يقين وانتظار . -أولستَ على عجل ؟ -بل لا أستبِق الأجل . -فلما لا تغادِر معي كيلا نعود ؟ -لا أريد . -ولِمَا !؟ -لأنني وأخيراً أتيت من بوابةِ العائِدِين . -أأَنتَ هُو !؟ -نعم ، ذاك القديم ..

الأربعاء، 27 يوليو 2016

الحرية التامّة .

إمتلاك الحريّة التامّة مخيف .
أن تمتلَك كامِل الخيارات المفتوحة لفعل اي شيء .
ألا تقيّدك الأزمانُ أو المنطِق ، دونَ أن تربِطكَ حتى بمجالٍ للتفكِير .
أن تبقى عائماً وسطَ فضاءٍ فارِغ ، كأَن يُطلَب مِنك صنعَ قرارٍ من لا شَيء .
وفي نقطةٍ ما :
تلك الحرية -التي يلاحقها الجميع- غير انسانية ، غير حضارية ، غير حقيقية .
فهي تحُول نحو فسادٍ و نهاية ؛ لانها مجرد عذر لارتكاب ذنوبٍ و خطايا .

عقلك و العالَم .

ماذا لو كانت الحياة بأسرها و كل ما فيها محض خدعة .
ماذا لو كانت وهماً ، ماذا لو كانت مُغايرة عمّا نراه .
كَالنجوم مثلاً : أن نعلمَ أنها حتماً صفراء كالشمِس ..
و نضلُ نلقِي فيها الأشعَار ، مُعتمدِين تمامَ الإعتمادِ بأنها ناصعةُ البيَاض .
رغم أننا نؤمن في قُلوبِنا ، أنها صفراءُ ليسَت كأوراقِ الكِتابة ..
أُدرِك أنني بالغتُ في وصفِ حياتِنا ، و لكنها مُقارنةً بحجمِ النجوم حقيرةٌ جداً .
فلِما ندعّي أن الحياةَ حقيقة ، و لما ندعّي إمتلاكَ كُل شيءٍ حدّ الحُكم عليه بِما نرَاه .
تخيّل الأمر ، أن تُجرِّد كل شيءٍ من منظُورهِ الذي وضعتَه بِه ، ألّا تُعيرَ إهتماماً لإعتقاداتِك ، أن تتخلصَ من أفكارِك و تلقِيها في مزبلةِ القناعَات ..
بإختصارٍ أعمَق :
- أن تستبدِلَ عقلَك بالعَالم !

الأربعاء، 6 يوليو 2016

١ شوال .

لن أتكلّم عني أو أذكرُكَ في كلامي .
سأتحدث عن العِيد و عنّا كلانا دونَ سِوانا .
سأُحدِثُ فيكَ مولِدَ الضِحكةِ الأُولى ..
في يومِهِ الأول ، في تارِيخ ١ شوال .
سأبتدأُ يومُك البادِئ بأُولى تهانيّ .
فردّها إليّ ، بادِلني الحدِيث ..
أترُكِ في ثغرِي إبتسامةً أستقبِل بِها هذا العِيد ..

الثلاثاء، 21 يونيو 2016

مِيعاد .

ذاتَ فترةٍ كُنتَ أكرهُ الزمانَ و أن يمضِي .
أكرهُ المواقِيتَ والساعَات .
فكُنتُ في ذاتِي أراهَا مضيعةُ إنتظارٍ و لحظَات .
حتى صنعتَ ميعَادَنا الخاص ، فأحببتُ ما كُنتُ أكرههُ في السابِق .
وجذبتنِي نحوَ التلهّف للقاء !
لكنَكَ اليوم :
تبددت..
ولم يبقى لي معكَ عهدٌ أذكرُكَ بِه سوى ذاكَ المِيعاد .

الأحد، 19 يونيو 2016

شُعلة .

شعلة تشّب في داخلي كلما تكون بالقرب ، تخرجُ من اعماق الأعماق نحو السطحِ دون أن تشعر بها .
نعم ، فلا يدرك ضوؤها و يشعرُ بلهَبها سواي ..
تلكَ الشعلة ، التي ذكرتُها :
لا تَحرِق كما نسمع عنها في اخبار العالم الباهت ؛ لأنها في عالمي وقلبِي تزرع كثيراً من الزهور .
و كذلك فهي بعكس الواقع ، لا تُطفئها مياهٌ أو برودة ، لأن ما يُطفأ و يَفنى لا يكُون جحيماً بل نعِيم ، و أنت في الواقع لستَ النعيمَ فقط بل مزيجٌ منه مع الحياة ..
لذلك فشُعلتُكَ سرمديةٌ و أبديّة ، تزدادُ إشتعالاً كلما إزددتَ قُرباً ، و يزدادُ ضوؤُها كلما إقتربتُ مِنكَ بنفسي .
و لأن لكل شيءٍ بداية ، فبدايةُ هذهِ الشعلة لم يكن شيئاً سوى حبٍ نشأَ عن غفلةٍ وذاتَ صدفةٍ و لقاء .
و بدايةُ الحب ليسَ أحدٌ إلا أنت.

الأحد، 12 يونيو 2016

بدعوَى المصِير .

حاربتني في زحمة شتاتي ، و تسابقت .
تجمعت في عينايّ و تهلهلت : الدموع .
فكلما أتيتِ في بالي زاد البكاء .
وكلما هدَأتُ أخيراً مرّت ببالي :
احلامنا التي قد ولّت بعيداً عنّا بدعوَى المصِير .

الثلاثاء، 7 يونيو 2016

عادة منذ الصِغر .

اِكتسبتُ تلكَ العادةَ منذُ الصِغر ، أن أرفع يدِي محاولةً إمساكَ شيءٍ بعيد .
أن أُغمِضَ عينايّ ، أن أتخيّل الشيءَ المُتوارِي عن يدِي ..
حيناً كُنت أتخيّلُ ضوءاً ، حيناً نجمةَ قد رأيتُها ذاتَ مساءٍ في البحر .
لكننِي لم أظنّ يوماً أنني قد أتخيّل يداً ، يُهيّأُ لي أنّها -لك- .
أَن أشعُرُ و أتوّهم أنكَ ستلتقِطُني ، أنكَ ستنتشِلني بعيدا ..ً نحوَك .
كُنتُ أحياناً أرانِي و قد فَعلتَهَا ، و أرانِي قد بِتّ أخيراً في حُضنٍ بينَ ذِراعَيك .
و أحيانٌ أُخرى أرى أنني لا أستطِيعُ التشبّثَ بك ، و أني على بُعدِ أنملةٍ عن هاوِيةِ الواقِع .
و للأسف ، أن هذا قد كَان ..
فمنذُ رحِيلِكَ صِرتَ مشوّشاً ، صرتُ أخافُ ألّا أُبصِرَكَ ذاتَ حِين .
خصوصاً بعدَ فترةٍ طويلة من مُعاناتِي للقائِكَ بوجهِ دونَ تشوّش ..
أصبحتُ و أمسيتُ أحاوِل التخيّل ، لعلّك تعاوِد مدّ يديكَ من أجلي .
ولعلكَ تعودُ لأجلِي و خيالِي ، و لأجلِ كُلِ شيء ()" .

الأحد، 24 أبريل 2016

قنابل دمارٍ شامِل .

مشاكل تهبط : كقنابلِ دمارٍ شامل .
نحيبٌ و بكاء ، اختباءٌ في زوايا صمّاء .
هربٌ هو أفضَلُ الحلُول ، وجعٌ هو ما تحكِيه السطُور ..
آهلٌ خُلِقُوا كأعداء ..
كلماتٌ ملَأت كُتباً قد حملَت أحزانِي .
قلبٌ قد أُثقِلَ بما لا يُطِيق ..
همومٌ كثيرَة قد علَتَ على رؤوسَ جِبالٍ روَاسِي .
آلامٌ عاشت لتبنِي قصوراً في الدَاخِل .
أيّ غرِيب ، أو أنتَ أيُها القرِيب :
هلُّمَ إليّ ملاذاً ؛ قد تأذيتُ حدّ فيضَانِ البَوح .
هلُّمَ إليّ نجاةً ؛ قد تلاطَمت بيّ المآسي حدّ غرقٍ في سُكُون ..
هلُّمَ إليّ بِكُلِ شيء ، لا تدَع الوِحدةَ إليّ تطُول .
و قُل للزمن :ِ أن يمضِي حتى أرمِي و أُخلّف ورائي ..
الحاضِرَ والماضِي .
أن يمضِي لأنظُرَ بعيداً ، نحوَ مُستقبَلٍ أُرِيد .

الجمعة، 15 أبريل 2016

كيلا أعُود .

كُنتُ في أشدّ وحدتِي حينما حادَثتني ذلِك اليوم .
قلتَ أنكَ لن تترُكنِي وحيدة ، وعدتنِي بإستمرَارِ اللِقاء .
أتيتَ نحوِي جرياً لشَهر ، فبادلتُك الجريَ بعدها .
حينها لم أفكِر بالوِحدة ، فقد كُنتَ لديّ .
حتى اصبحتَ تتحاشى اللقاء ، و أصبحتُ أكثرَ رغبةً بِه .
ظللتُ أنادِيكَ القريب ، رغم كونِك أبعدَ حبيب .
ظللتُ أُكافحُ الألم ، رغم كونكَ قد زرعتَ الشوكَ في الطرِيق .
لم أستسلِم ، كذلِك أنت .
لا أعرِف سبباً لصمُودي ، أكثر من محاولاتِي لحفظِ سعادةِ البِداية .
و لا أعرِف سبباً لعِنادِك ، عدى أنه سيَطُول .
إلى أن جاء الأمس ..
بعد تصرِيحِكَ بأنَكَ قد نسِيتَ تِلكَ البداية .
- عفواً ، قد قطعتُ قدمايّ للتوّ كيلا أعُود .

الأحد، 3 أبريل 2016

اتكتمل .. ، أم تستمر في ظهور ؟

اعجز عن وصف وجهكَ .
و تعجز كذلك السطور .
فأين الكلمات في وصفِكَ .
و فيكَ ملامحُ السرور .
أين الطبيعة أمامَ جمالك .
و البساتِين و البحُور .
أتكتملُ بك أحاديثي .
أم تستمر في ظهُور ؟.

السبت، 2 أبريل 2016

سواكِ .

لا أعلم كيف البداية و كيف أقول .
فلسانيّ عاجز عن إيصالِ الحديث .
لكنني سأفعل .. :
لست أريد في الدنيا سواكِ ، فأنتِ من يشعرني أنها بخير .
و فيكِ الراحةُ كلها ، وفيكِ ضحكتي و دمعتِي .
لكنني أحاولُ جاهداً ألّا أزعجكِ ..
لأنني بكلامي ، بأنانيتي ، لن تُدرِكِ الطريق .
سأسحبكِ بعيداً عن أهدافِك ، سأنحرفُ بكِ عن مسارك .
بهذا فلا نجاحاتٌ لكِ ولا فوز كما ترغبين .
و في نهاية الحديث ، أحبّ أن أُضِيف :
رغباتُكِ عندي فوق كُل شيء ، حتى نفسي .
ولن أقول مما قد أُربِكك به المزيد .

أراكَ السراب .

كُنتَ جمالاً في عيني ، كُنتَ الغزال .
كُنتَ طبيعةً ساحرة ، على هيئةِ غابةٍ في أقصى البعيد .
أسألُ عن وجودِك ، فيُخبرونني أنك واقِع .
أسابق الوُصول إليك فأراكَ السراب .
لكنكَ كذلك ، لم تكن سراباً كما كُنتُ أنظُر .
فطريقي إليكَ يطول بسبب الخُذلان .
ألن تُعلِمني طريقك المختصر .
ألن تُمهّد لي طريقَ الوصُول .
أم سأظلّ أجاهدِ في سبيلِ الشوك حتى لُقياك.. ؟

تغريدةُ عصفور .

صبحٌ يبدأ ، و مساءاتٌ تنتهي .
مهما غرِقتَ في ظلماتٍ ، سيأتي الفرج و يظهرُ النور .
ربما قد يترككَ الجميع ، لكنني الجديدةُ سوفَ أدوم .
سوفَ أكونُ شمعتك التي لا تنطفئ .
سأكون دِرعُك الذي لا يصدأ .
فاعتبرنِي بدايةَ حبٍ جميل .
و اعتبرني كذلك : تغريدَةَ عُصفورِ ذاتَ صباح .

تتالِي السنين..

- حياةٌ كئيبة ، مماتٌ تخلفُه الخيبات ، لم نعد نُجيدُ العيشَ بعدَ تتالِي السنين..
- إبتسامة الأحباب ، الأهل والأقرباء :
عطاءٌ للأمل ، هناءٌ للعيش ، من دونهم هي حق حياةٌ كئيبة..
- العزلةُ احتوائي ، الوِحدة إنتمائي ، لا أجيد التعلّق بالناس ، لا أحب بقائهم قليلاً فالفناء ..
إرتعَبَ قلبي من الفقدان ، حتى أجزتُ لهُ التبلّد و النسيان..
فما عادَ له من أحبابٍ كما تقول ، ولا اهلٌ أو أقرباء .
- بالوحدة لن تقوى ، بالعزلةِ لن تفوز ، ففي الجماعةِ قوّة .
و أنت بِبُعدك تزدادَ وهناً ، و قانونُ الحياةِ "كل البقاءِ للأقوى" .

اياً من تكون .

- أيّاً من تكُون :
كُن غريباً ، فلا تُصادِقني .
أو عابرَ سبيلٍ بلا آثار ، كي لَا تُرشدنِي إليك .
دعنِي و وِحدتي سواء ، لا تُفسِد الودّ بيننا .
لا تحمِّلني ما لا طاقةَ لي بهِ من مشاعِر ، أُتركني وحيداً .
ففِي بقائِك ضياع .
في بقائك تشتُت ، في مكوثِكَ تعلّق .
في وُجودِك بالقرب هدمٌ لكلِ دفاع ..
أعلمُ أنني قد أبدو ذاتَ دفاعٍ قويٍّ في كلامي .
ذاتَ إصرارٍ في حديثي .
ذاتَ تطبيقٍ و صمود .
لكنني أضعفُ من أن أُدافع ، أن أُصّر أو أصمُد .
أوهن من أن أُبعِد نفسي عن الجميع ، أن أطبّق شيئاً مما أقُول .
لأنني أخشى الوِحدة ، رغم محاولاتي اليسيرَة للإعتياد ..

الجمعة، 4 مارس 2016

أهلِ الرجُوع .

اليوم :
أنتَ مُغادِر .
ولا أعلمُ إن كُنتَ من أهلِ الرُجوع .
فأردت أن أوصلَ شكري إليك ..
لأنكَ تستحقه .
فأنتَ قد أهديتني الكثير مما لا أقدر أن أنساه ..
بكيتُ بكل مشاعري عِندك ، لكَ و منكَ ، غيرَ مهتمةٍ إن كانت هناكَ حدودٌ يجب ألّا أتخطاها .
ضحكتُ من أعماقِ قلبي ، بسببكَ و لأجلك ، دونَ أن أفكرَ للحظةٍ أن أتوقف .
أحتوتكَ نفسيّ أخاً ، وأباً ، و صديقاً عزيزاً ، بين أحضانها .
لكنها لم تستطع ان تحبك ..
نعم ، لم تحاول فعلَهُ أصلاً ..
لدافعٍ أناني ، ألّا تقللَ من قدرها ، بوقوعِها في الحُب .
فشكراً ، لإحتوائك لي بالقدر الذي جعلني أحسبُك كل الناس .
شكرا ،ً لتقبلي كما أنا ، رغم عيوبي و رفضي الدائم لكل شيء .
شكراً ، لكونكَ هنا من أجلي .
شكراً ، لخوفكَ عليّ أن أبكي .
لكنني حينَ أفعل ، فهذا لأجلك ، و لأجلكَ لن أخجل من البكاء .
و ختاماً : شكراً لك ، على كل شيء .
و حاول أن تكُن من أهلِ العودةِ والرجوع .      

الاثنين، 4 يناير 2016

ما لا يقتلني ، يجعلني أقوى..

- هُدوء مُمل ، وَزحمة ذِكريات ، أَصبح كُل شَيء من حولي مُملاً ، و صرتُ كَإعزُوفةٍ قدِيمة تروي قِصَص الراحِلين !
- وحشةٌ قاتلة ، أنينُ شوقٍ ثائر ، أناسُ الحاضرِ خسروا ألوانهم ، ولم نعد صالحين لإكمال العيش ..
- حياةٌ بائسةٌ مع جرائد أحداثِ العالم ..
كل يومٍ استقيظ فلا أجدُ شيئاً تغير في الحياة ..
حتى الجرائدُ لم تتغيّر ، حتى قهوتِي السوداءَ نفسُها .
- ليتَ لي في حياتي ألواناً ، ارى العالمَ مُجهداً ..
يفيضُ بحسرةِ الأيام الماضية .
نستيقظُ حزناً ، نبكي أشواقنا ثم نعودُ لننام .
لا نلمحُ عثرةَ فرحٍ ولا نشوةَ مرحٍ في الأرجاء .
لأن الحياةَ ألوانٌ ، لكننا لسنا أحياء ..
نحنٌ أرواحٌ عالقة ، في دِنياً سوداء .
- لم اعد أهتم لهذا العالم ، لم اعد أطيق ان تذكر الألم ، وانا اعلم انه ليس لي فيه لقاء ..
سأحرق كل شي!
سأحرق الذكريات في بالي ، وارمي رفاثها في قارعة النسيان ..
حيث ﻻ ، ولن تتكون من جديد .
سوف احرق هذا العالم كُله ، كما احرق سيجارتي ..
- لا شيء في هذا العالم يستحق الإهتمام ، الناس و الذكريات و الحياةُ .
سأواصل العيشَ دون إكتراث ، و سأُوصلِ الآلام إلى الإندثار .
فحينَ أُطعم سُماً ، سأرمقهُ عسلاً !
لأن ما لا يقتلني ، يجعلني أقوى ..
و هذهِ نهايةُ الكلام .

السبت، 2 يناير 2016

أخشى الزلازل ، أخافُ الكوارث ..

زلزالٌ ضربَ كياني ، شقّ طريقهُ نحو البقعةِ المتوارية عن الانظار .
نحوَ تلك الذكرياتِ التي أخفِيها ، خوفاً من أن يلتقطها الغير ، فتنتشر الفضيحة .
أبى ان يتركَ شأني ، فهزّ كيانيَّ هزاً ، حتى تناثرتِ الذكريات ..
أأنستَ بعدَ ما افسدتَ المكان ؟
أفرحتَ بعدما عطلتّ طريقتي للكتمان !؟
رحل آخيراً ، بعدما خلّف فيّ فوضىً و بقايا دمار .
لم اعد أقوى على الذكريات .
فهاهي تعصفُ بي يميناً و شِمالاً ، بأفكاري .
صرتُ اخشى الزلازل بعدها ، اخافُ الكوارث و القربَ مِنها .
و ها انا ذا بعدها اتوارى بنفسيّ كلها بدلَ البقعةِ المتناثرة :
بعيداً عن الانظار ..
على املٍ ، لا أعلم إن كان املاً ..
الا تثيرَني .. الزلازل !