الاثنين، 30 يناير 2017

إلى من فضّل أن يكون أُميّاً :

السلام عليك من الله ورحمته قبل أن تكون مني.
اما بعد.. فكلامٌ طويل :
يؤسفني ، بل ويحزنني ويدميني .
أن أُبلِغكَ ذاك البلاغ الآتِ من أقصى الصحراءِ حيثُ قلبِي إلى مملكةِ جِوارِك .
فأقول بنبرَة حزْمٍ وجزْمٍ قبل أيّ شيء : 
أنّك لستَ كاتِباً .
لستَ كاتباً ، بشفقةٍ أُبلغُكَ إيّاها .
فأنت كتبتَ لي الكثِيرَ من الحُب ، أهديتنِي بعضاً من الأشعار في ظلِ غيَابي ، وألقيتَ بسطرِ حكايةٍ على شرفِ اللِقاء .
وكُنت أحسبُني قارئَةً ، فظهَر أنني لم أقرأ.
لأن الكاتِب في تعريفٍ مُوجز : 
هو من "يكتُب نفسَهُ" .
وفي آخر "يُوفِي بمحتوى الكِتابة" .
وأنت لستَ من أهلِ التعرِيف .
وقد أدركتُك مُهمِلاً ، خائناً لكثيرٍ من ذاتِ الحرُوف .
فها أنا قد كتبتُ قبلَ رحيلي لتُدرِك أنك لقنتنِي الدرسَ "يا أُمُّي" حتى حفظتُه.
فاعتزلتُ القراءَة لأنَ ما حفظتُه صار بمثابَةِ كُل الكتب .
لا أرِيد أن ترحَم مقصَدِي فتعود بدفترٍ جديد ، ارِيدُك أن تبقَ مكانَكَ ؛ فلستُ أُطِيقٌ أُميّاً يدعِي الكِتابة بعد اليَوم .
والسلامُ مني عليكَ آخراً في نهايَةِ الرسالة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق