السبت، 7 يناير 2017

إنه أوانُ السرُور .

جلسَت بجانِبهِ على ذات المقعد ، أبصرتهُ غارقاً في الأفقِ البعِيد بعد تلالِ القمح ، هزّت كتفهُ لتفِيقهُ ثم ابتدأت الحِوار :
- تشارِكني الصحبة؟ 
- وما تُريدين؟.
قالها بِبرودٍ ، فردّت بفضولٍ لقصتِه :
- قليلاً من الأُنس .
- لكِ ما تُريدِين .
- فاحكي لي عنكَ .
- أنا حطام السنِين .
- أما أصلحوكَ!؟ 
- بل تقاعَدوا مُضرِبين .
- قل لي بربِكَ ما حُجج المستنكِرين ؟.
- أَنّي بلا داعٍ قاومتُ الحنِين .
- أكُنتَ واصلاً لهم ؟.
- وباقٍ رُغمَ الظروف .
- كانُو قوماً جاهلين ..
قالتها مُختتمةً وطالَ الصمتُ حتى قطعهُ بالحدِيث :
- فقُصّي علي حديثَكِ .
- وما شأنُكَ بي ؟.
قالتها بأنينٍ ، فأجابَ بهمسٍ :
- أشارِكُك صُحبةً وبعضَ أُنسٍ .
- فاسألني لأُجيب .
- من أذاقكِ المُرّ ؟.
- حبٌ بِهِ عنكم اكتفَيت .
- أبادلَكِ الشعور ؟.
- بل أحاطَنِي بالشرُور .
- ما أرادَ مِنِك ؟.
- كلامٌ مُغلّفٌ بزُور .
- وهل أعطاكِ مقابلاً ؟.
- جُرحٌ قد لا يزُول .
- أأُعطيكِ مرهماً ؟.
- ما في بالِك يدُور ؟.
- كونِي حبيبتَي !
تبدّل القمحُ أمامَها إلى زُهور .
فتشبّثت بيدِه وأجابته بالموافقةِ حيثُ تقول :
- إنه أوانُ السرُور .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق